قصة هيمون الساحر للكاتب محمد شعبان العارف
خليني أدخل في القصة على طول ومن غير أي مُقدمات لأن حكايتي طويلة وفيها تفاصيل كتيرة.. أنا ست من قرية ريفية من قرى مصر، اتربيت وعيشت معظم حياتي مع والدي ووالدتي واخواتي في المملكة العربية السعودية، وده ببساطة لأن والدي كان بيشتغل في جدة من زمان؛ تحديدًا يعني كان بيشتغل في قرية سياحية من قرى جدة، وزمان القرية السياحية اللي احنا كنا عايشين فيها دي وكان بيشتغل فيها والدي، كانت دايمًا ساكتة ومافيهاش ناس كتير معظم الوقت، المهم انا عيشت واتربيت وسط اخواتي الصبيان.
اللي هم بالمناسبة ٢ يعني، كانوا دايمًا بيقعدوا وبيلعبوا مع بعض لأنهم صبيان، ولأن انا البنت الوحيدة ف دايمًا كنت لوحدي؛ كنت بقعد وبذاكر وبلعب لوحدي معظم الوقت، مشيت حياتنا عادي لكن أمي كانت دايمًا بتحذرني من إن انا افضل لوحدي برة السكن لأن المنطقة اللي فيها القرية دي كانت مقابر زمان وبيطلع فيها بالليل عفاريت وجن وكده يعني، بصراحة انا كنت صغيرة ف ماهتمتش بكلام أمي اوي وكنت دايمًا بحب اقعد اذاكر أو العب لوحدي في حتة أرض كده جوة القرية فيها زرع وخضرة، حتة الأرض دي كنت بحب اقعد فيها كتير لأن الجو في السكن بيبقى حر جدًا وخنقة على عكس الجو فيها، المهم في يوم وانا قاعدة بعد العشا كده بذاكر في حتة الأرض.
دي زهقت.. زهقت من كتر المذاكرة والقعدة فقررت إن انا اقوم اتمشى وسط الزرع والجو الجميل، وفعلًا قومت اتمشيت، بس وانا بتمشى فجأة وقفت في مكاني لما حسيت بحاجة أو حد خبط فيا، المصيبة بقى إن الشخص اللي خبط فيا ده انا ماشوفتوش، يعني زي ما يكون هوا شديد اوي وخبط في كتفي اليمين، كانت خبطة أشبه بأن حد خبط فيا وهو معدي من جنبي، وقتها انا وقفت لثواني كده وانا مستغربة من اللي حصل لحد ما فوقت بسرعة من الصدمة اللي اتصدمتها وبعد كده خدت بعضي وطلعت جري على الفيلا اللي كنا ساكنين فيها، ماحكتش لحد طبعًا والموضوع مر مرور الكرام، لكن من وقت ما حصل اللي حصل لي ده وانا بقت بتحصل لي حاجات غريبة اوي، بقيت كل ما بحلم بحاجة بصحى الاقيها بتحصل؛ يعني مثلًا لما كنت بحلم بحد إنه تعبان وانا ماعرفش إنه تعبان، لما اجي اسأل عليه بعد كده بعرف إنه فعلًا كان تعبان، وكنت كتير بحلم بمواقف أو أحداث وكانت بتحصل بالفعل، وللعلم أنا لحد النهاردة بيحصل لي كده حتى بعد ما مريت بكل البلاوي اللي انا هحكيهالك دي...
المهم انا حياتي بعد الموقف ده مشيت عادي جدًا وفضلت مستمرة لكني بعد كده ماكنتش بخرج عشان اقعد في حتة الأرض دي تاني زي الأول، فضلنا عايشين في المملكة انا وأهلي لحد ما كبرنا وخلصنا ثانوي وبعد كده نزلت انا وماما واخواتي واستقرينا في عمارتنا اللي بابا كان بانيهالنا في القرية اللي احنا منها، نزلت انا واخواتي وكل واحد مننا كمل دراسته في مصر وانتهت بقى فترة السعودية دي ومن بعدها بدأت فترة جديدة من حياتي، كانت فترة عادية ومافيهاش حاجة غريبة إلا حاجة واحدة بس؛ الحاجة دي ببساطة هي إن انا ماكنتش بتخطب ولا أي حد كان بيتقدملي زي أي بنت في سني، ولأننا من قرية ريفية فكان من الطبيعي إن البنت بتتخطب وهي صغيرة.
وده اللي حصل مع كل البنات اللي حواليا إلا أنا، الغريب بقى في الموضوع أكتر هو إن انا كنت أحسن من بنات كتير بتتجوز وبتتخطب، يعني ببساطة كده أنا كنت بنت ناس ومن عيلة كويسة وكمان مستوانا الاجتماعي والمادي كان كويس جدًا جدًا وغير كل ده ف انا كمان كان معايا أقامة في دولة خليجية، وزيد على ده كله إن والدي كمان كان كاتبلي شقة في العمارة بتاعتنا بأسمي، وحتى شكلي اللي ممكن نقول مثلًا إنه سبب في إن انا ما بتجوزش ماكنش وحش أبدًا بل بالعكس.. شكلي كان جميل جدًا وكل اللي حواليا كانوا بيقولوا عليا إني زي القمر، وبالرغم من كل ده إلا أن انا ماكنتش بتخطب أو بمعنى أصح ماحدش كان بيتقدملي، كل اللي كان بيحصل هو إن انا بعرف إن فلان معجب بيا أو فلان بيحبني أو فلان عاوز يتقدملي لكن في النهاية كل ده كان كلام وماكنش حد بيجي يتقدملي رسمي لحد ما جه أول عريس، ومن عنده بقى بتبدأ الحكاية مش تتحل لأ.. الحكاية بتبدأ تتعقد أكتر..
أول واحد اتخطبله ده كان من بلدنا؛ كان شاب كويس وممتاز جدًا، جه قعد مع بابا واخواتي اللي بالمناسبة كانوا بيسافروا السعودية كتير في الوقت ده عشان شغلهم يعني؛ المهم اتخطبت له وبصراحة كنت فرحانة بيه جدًا وهو كمان كان سعيد بالجوازة لحد ما مرت سنة بالظبط، وبعد السنة اتفاجأت بكلامه لما قال لي إنه مش مرتاح وعاوز يسيبني!
في الحقيقة ماكنتش فاهمة ولا عارفة الخطوبة اتفضت ليه، لكن كل اللي كنت بقوله لنفسي وقتها إن كل شيء قسمة ونصيب، وإن أكيد ربنا شايل لي الخير مع حد تاني، وبعدين يعني انا مش أول ولا أخر بنت تتخطب ومايحصلش نصيب بينها وبين خطيبها ويسيبوا بعض؛ كل اللي كنت بقوله لنفسي ده كان مجرد كلام بتصبر بيه لأن حقيقي ماكنتش لاقية سبب يخليني اقتنع بأن الخطوبة ماتكملش، وده ببساطة لأن العريس أو اللي كان خطيبي وقتها بين يوم وليلة كده لقيته بيقولي إنه مش مرتاح وعاوز يبعد!
المهم قولت مش مشكلة وبعد ما سيبنا بعض بدأت اعيش حياتي بطبيعية تاني زي الأول لحد ما اتقدملي العريس التاني؛ والعريس التاني ده بقى حكايته ماكانتش تختلف كتير عن حكاية العريس الأولاني، يعني هو جه اتقدملي وبرضه فرحنا ببعض وفضلنا مخطوبين ومرتاحين وحياتنا زي الفل بين تخطيط للجواز وتوضيب في شقته لحد ما مرت سنة، وبعد السنة برضه لقيته جه عندنا البيت وقال لأهلي إنه مش مرتاح ومش عاوز يكمل وخد الشبكة ومشي!
بعد ما سيبت خطيبي التاني ده أو بمعنى أدق يعني بعد ماهو خد شبكته وخلع عرفت إن خطيبي الأولاني اتجوز بعد ما سابني!
وقتها نفسيتي تعبت جدًا وفضلت افكر بيني وبين نفسي واسأل أسئلة كتير، هم ليه بيمشوا وليه الموضوع مابيكملش؟!
هو انا فيا حاجة وحشة؟!
طب لو انا فيا حاجة وحشة، ليه بيفضلوا كويسين معايا لمدة سنة كاملة وبعد كده بيمشوا؟!
بصراحة ماكنتش لاقية إجابات غير إن كل شيء قسمة ونصيب، استمرت الأسئلة في راسي من غير أي إجابات لحد ما اتخطبت لخطيبي التالت أو بمعنى أصح اتخطبت لابن خالي، ابن خالي ده كان شاب ممتاز جدًا وكان بيشتغل في دولة الكويت، الخطوبة تمت بسرعة واتفقنا إن الجواز هيكون في خلال سنة ونص، لكن بعد سنة تحديدًا حصلت مشكلة تافهة اوي اوي بين خالي وأمي.. المشكلة دي كبرت من غير سبب مُقنع وانتهت بأن انا وخطيبي سيبنا بعض!
سيبنا بعض لأن ابوه قاله إن الجوازة دي مش هتكمل بسبب المشاكل اللي بين يوم وليلة كده بقت بينه وبين أمي، في الحقيقة ماكنتش فاهمة ليه بيحصل كده، واللي كنت مش فاهمها أكتر هو موضوع السنة ده، ليه بعد سنة تحديدًا الجوازة مابتكملش، وليه أي عريس بيتقدملي مابيكملش معايا زي كل البنات، مع إني والله العظيم ماكنتش بفتعل مشاكل ولا كنت بعمل أي حاجة غلط ممكن تكون سبب في اللي حصل، بس وقتها بقى قعدت مع أمي وابويا واخواتي وهم قالوا لي إن فعلًا كل شيء قسمة ونصيب واقنعوني إن ربنا شايل لي الأحسن وكلام كتير بقى من اللي بيقولوه الأهالي عشان يصبروا ولادهم على المصايب اللي من النوع ده؛ المهم فضلت حياتي ماشية لحد ما اتقدملي عريس رابع، والعريس الرابع ده بقى موضوعنا كان ماشي تمام جدًا، وحتى بعد ما اتخطبنا ساعدته ووقفت جنبه لدرجة إن انا ساعدته في فرش البيت وجيبت له حاجات من العفش المفروض كان هو يجيبها، لكن في الحقيقة أنا اللي جيبتها عشان الموضوع يكمل والجوازة تمشي بس برضه الجوازة مامشيتش، بعد سنة بالظبط برضه لقيته فجأة كده بيقولي إنه مش مرتاح وإنه عاوز يسيبني حتى لو هيتنازل عن كل حاجة هو كان جايبهالي؛ عارف انت زي ما يكون شخص مش طايق البني أدمة اللي قدامه فبيحاول يهرب منها حتى لو هيخسر أخر جنيه هو بيمتلكه!
اهو ده بالظبط اللي حصل في الخطوبة الرابعة، سابني ومشي بالرغم من كل اللي عملته معاه وحتى ماقاليش على سبب مقنع يخليه مايكملش، هو كل اللي كان بيقوله إنه مش مرتاح ومش عاوز يكمل وخلاص!
مشي العريس الرابع وانا حالتي النفسية بقت أسوء لأني خلاص كده بقى بقيت في نظر نفسي وفنظر كل الناس بنت مش كويسة أو فيا حاجة غلط لأن كل ما عريس يتقدملي واتخطب له لازم يسيبني بعد سنة من الخطوبة.
في الفترة دي ألتجأت لموضوع الروحانيات وأمي جابت لي شيوخ وانا كمان بدأت ادخل النت وابحث عن أمور الأعمال والسحر عشان اعرف سبب للي كان بيحصل معايا ده؛ في الوقت ده كنا في بداية الألفينات ف ماكنش في فيس بوك ولا مواقع تواصل ولا أي حاجة، هو الأنترنت وقتها كان يدوبك منتديات ومدونات وبعض مواقع التواصل القليلة جدًا، طبعًا لما دخلت وبدأت أبحث وصلت لمنتديات كتير مليانة شيوخ وكان من أبرز المنتديات أو المواقع دي، موقع أسمه (هَيمون الساحر).
الموقع ده يا أستاذ محمد كان عليه تقريبًا نص دجالين مصر وقتها، الموقع كان مليان شيوخ ودجالين وغيره وغيره وغيره، ناس كانوا بيدخلوا يكتبوا طرق العلاج وطرق التحضير وكل واحد فيهم كان بيستعرض قوته قصاد التاني عشان يثبت إنه الأفضل في مجاله، طبعًا انا بدأت ادخل في الموضوع ده وبدأت أقرأ واتعلم منهم لحد ما اتعرفت على شيخ من الشيوخ دول قال إنه هيعلم بعض الناس من الزوار اللي حابين يتعلموا، طبعًا انا وقتها اشتركت ودخلت معاه في موضوع التعليم ده عشان اعرف كويس عن السحر والأعمال واقدر اعالج نفسي، أو عالأقل ألاقي سبب للجوازات اللي مابتكملش معايا دي؛ وفعلًا دخلت مع الرجل ده انا وستة كمان في غرفة شات على الاسكاي بي وبدأ يتواصل معانا ويدينا تعاويذ وطلاسم نجربها وبعد كده نقوله نتيجتها، الشيخ أو الدجال ده كان بيكتب التعاويذ والطلاسم دي في الشات عشان الناس تجربها لكن أنا ماكنتش بعمل ده، انا كنت بس بتفرج وماكنتش بنفذ الكلام اللي هو كان بيقوله، المهم فضلت متابعة معاه على أمل إنه يقول أي طلسم أو أي حاجة ليها علاقة بمشكلتي لكن ده ماحصلش، اللي حصل إن البيه ده في يوم كتب للناس في الشات طلسم متعلق بالبغضة والتفرقة بين اتنين، وبعد ما كتبه قال للناس تجربه ويقولوا له هم وصلوا لحد فين أو عملوا أيه، انت متخيل إن حد ممكن يفرق بين اتنين بالسحر لمجرد إنه بيتعلم أو بس بيجرب طلسم أو تعويذة ممكن جدًا تنجح!
المهم انا من بعدها خرجت من الشات وماتواصلتش مع الشيخ ده تاني ودورت على واحد غيره من نفس الموقع لحد ما لقيت شيخ تاني، الشيخ التاني ده بقى كان بيكتب حاجات زي اللي الشيخ الأولاني بيكتبها لكن في الموقع، والشيخ التاني ده كان مختلف تمامًا عن الأولاني لأنه كان كل الطلاسم اللي بيكتبها بتكون متعلقة بالقرابين، ولما بقول قرابين هنا مابقصدش قرابين بشرية ولا الكلام ده لأ.. القرابين المقصودة هي حيوانات المفروض بتتدبح بطريقة معينة وفي وقت معين جوة الحمام، مرة يكتب طلسم متعلق بقربان لفار، ومرة طلسم متعلق بقربان لكتكوت.. وهكذا وهكذا لحد ما ف مرة كتب طلسم وقال إن اللي هينفذه لازم يسحب حقنة دم من جسمه بحجم سرنجة كاملة، وبعد كده يكتب بيها كلام في الحمام بالليل ويقرا بعض أيات من القرأن بالمقلوب، طبعًا انا وقتها أول ما شوفت كده بطلت اتابعه تاني وفضلت ادور بقى على شيخ غيره لحد ما زهقت لأني بصراحة كنت قابلت شيوخ أو دجالين كتير اوي كلهم بتوع كلام كلام وماحدش فيهم كان بيقدر ينفذ أي حاجة، فضلت اتصفح المواقع دي لمدة كبيرة وبصراحة كده بقيت خبرة في روادها واصحابها وزوارها كمان، بقيت بعرف مين فيهم الصادق ومين الكذاب، ومين فيهم اللي معاه خدمة من الجن بجد ومين اللي داخل يعمل شو عشان يكسب فلوس، وللعلم يعني من خبرتي ومن اللي شوفته أسمحلي اقولك إن ٩٩ و ٩ من عشرة في ال ١٠٠ منهم نصابين، أيوة معظمهم أو كلهم تقريبًا كانوا نصابين لحد ما قابلت واحد اتأكدت بنفسي إنه مش نصاب..
الرجل ده كان عامل أكونت على موقع هيمون وكان بيدخل يكتب أيات قرأنية وادعية، المهم الرجل ده لفت نظري ف حاوات اتواصل معاه ودخلت كلمته على الاسكاي بي وعرفت إنه من محافظة السويس، وعرفت كمان إنه رجل واصل اوي ومعاه خدمة من الجن، لما قال لي كده انا في الأول ماصدقتوش لأني ببساطة أتقرصت كتير وقابلت شيوخ كتير من اللي بيتدعوا الصلة بالعالم ده، وعشان كده لما كلمت الشيخ ده يومها عالسكاي بي طلبت منه إثبات إنه فعلًا معاه خدمة من الجن، لما قولتله كده كان رده عليا بالموافقة وقال لي إن انا هاجي بنفسي وأقوله إنه فعلًا مش نصاب وإنه فعلًا بيتعامل مع الجن، ولما سألته ازاي هقوله كده، قال لي إنه هيخليني أعمل حاجة هيثبتلي بيها إنه فعلًا بيعرف يتعامل مع الجن كويس جدًا..
الرجل ده يا استاذ محمد طلب مني أن انا بالليل أضلم أوضتي وبعد كده أجيب شمعة منورة واقف قصاد أي مراية واقرأ كلام هو كان قايل لي عليه، بصراحة انا وافقت وعملت زي ما هو قال، والعجب.. كل العجب إن انا لما عملت كده لقيت انعكاسي في المراية بيبص لي وبيضحك ضحكة أقسملك بالله خوفتني من نفسي، وقتها طفيت الشمعة بسرعة وولعت النور وفضلت سهرانة لحد ما النهار طلع عشان اعرف انام، تاني يوم بقى لما كلمته وحكيتله على اللي حصل معايا رد وقال لي إنه كان عارف وإن دي طريقة لاستنطاق القرين، انا وقتها انبهرت بيه وحكيتله على مشكلتي عشان يلاقيلها حل، بعد ما حكيتله لقيته بيقولي إنه هيعالجني وهيخليني اتجوز بس لما انفذ اللي هيعوزه، وقتها جه ف بالي إنه عاوز فلوس فسألته م الأخر كده وقولتله هتاخد كام؟!.
بس لما سألته السؤال ده هو رد وقال لي إنه مش عاوز فلوس، طبيعي لما قال لي كده استغربت وقولتله اومال انت عاوز أيه، لما سألته سؤالي ده كان رده بأنه عاوز يقيم علاقة جنسية معايا، أول ما قال لي كده انا رفضت وقولتله إن اللي هو طالبه ده ماينفعش؛ وقولتله كمان إن الفلوس بالنسبة لي أسهل بكتير من إن انا اعمل اللي هو طالبه، بصراحة هو حاول كتير لكن انا رفضت وقولتله إن بالبلدي كده الموضوع ده مقفول ومستحيل إن انا اعمله، لما قولتله كده حسيت إن الموضوع بينتهي وإنه مش هيتكلم معايا تاني، بس انا بصراحة كده كنت قابلت كتير اوي وكلهم كانوا مدعيين سواء بقى شيوخ جم عندنا البيت وقرأوا عليا، أو شيوخ عالنت زي اللي حكيتلك، لكن الرجل ده كان غيرهم.. الرجل ده كان واصل وخلاني شوفت بعيني إنه يقدر يعمل حاجة لما خلاني مسكت الشمعة قصاد المراية وشوفت انعكاسي بيضحكلي وانا أصلًا ماكنتش بضحك، المهم فكرت مع نفسي شوية وبعد كده قولتله إن انا خلاص مش عاوزة مشكلتي تتحل وقولتله إن انا عاوزة اتعلم منه وانا أكيد لما اتعلم هقدر احل مشكلتي بنفسي، لما قولتله كده هو رحب بالموضوع وقال لي إنه هيعلمني لكن بشروط، لما سألته الشروط دي أيه قال لي إن انا عشان اتعلم لازم ابقى دراع أبليس اليمين عشان يجيلي خدام من الجن، طبعًا انا وقتها استغربت من كلامه وقولتله ازاي هبقى دراع أبليس اليمين يعني.. هو ده ينفع؟!.
رد وقال لي إن انا عشان اعمل ده لازم أسعى في الأرض فسادًا زي ما بيقولوا، أو بمعنى أصح أوسوس لكل اللي حواليا أو اللي انا اعرفهم إنهم يعملوا حاجات غلط؛ يعني لو واحدة ست منقبة ومتدينة اخليها تخون جوزها لو متجوزة يعني أو أخليها تزني لو كانت مش متجوزة، أو مثلًا أخلي حد شريف يسرق، وهكذا يعني عشان انول الرضا عند الشياطين أو عند أبليس، وده طبعًا بجانب التعاويذ والطلاسم اللي المفروض اقراها واعملها، انا وقتها كنت مستغربة من كلامه وماكنتش فاهمها لحد ماهو شرحلي الموضوع ببساطة لما قال لي إن عالم الجن والشياطين ده عامل زي الجيش بالظبط، فيه رتب زي الملوك والأبالسة وغيرهم.. وفيه برضه خدام ودول بقى الواحد منهم مابيعملش أي حاجة، لكن الخدام لما يبقوا كتير بقدر عن طريقهم إن انا اعمل حاجة أو انقل الحيطة من مكانها زي ما هو كان بيقول، لما قال لي كده قولتله إن انا مش هعمل ده وقولتله إن انا بس عاوزة احضر خادم قوي يساعدني في إن انا احل مشكلتي، ولما قولتله كلامي ده كان رده عليا هو إن انا مش هعرف احضر خادم قوي لوحدي، وحتى لو حضرت ف انا ممكن اتأذي ولازم هو يكون معايا عشان ماتلبسش، وبدل ما انا بحضر عشان احل مشكلة تحصل لي مشكلة أكبر، لما سألته عن الحل وازاي اقدر اعمل ده، قال لي إنه لازم يجيلي البيت ويحضر معايا وانا بحضر لأن تحضير خادم بالقوة دي محتاج لحاجات لازم هو اللي يعملها عشان يقدر يسيطر.
بيها عليه، ولما سألته عن الحاجات اللي هو هيعملها قال لي إن لازم عشان الخادم أو الشيطان القوي ده يتحضر ويتم السيطرة عليه منه هو عشان يسخرهولي، لازم يجي ويقيم علاقة مع واحدة وعن الطريق السائل المنوي بتاعه هيقدر يتمم العمل، لما قال لي كده انا قولتله ازاي ده ممكن يحصل يعني، رد عليا وقال لي إنه لازم يجيلي ويجيب معاه واحدة ويقيم معاها علاقة وبالسائل المنوي بتاعه يتمم عملية التحضير، وعلاوة على كده كمان طلب مني ٥٠٠٠ جنيه لزوم السفر وادوات التحضير وكده، طبعًا ٥٠٠٠ جنيه في الوقت ده اللي هو سنة ٢٠٠٤ تقريبًا كان مبلغ كبير، بس المشكلة ماكانتش في المبلغ، المشكلة كانت في إن انا رفضت كلامه ده شكلًا وموضوعًا وعملتله بلوك لأني حسيت إن طلباته مستحيل انفذها وكمان طلباته ماكنش ينفع إن انا اعملها من أساسه، ف عشان كده عملت رميوف و مسحت برنامج الاسكاي بي خالص وقطعت أي صلة ممكن تربطني بيه لكن موضوعه مانتهاش عند كده، انا لما كنت بنام كنت بشوف حاجات مرعبة ومالهاش تفسير، أوقات كنت وانا نايمة بصحى على صوت خبط ولما كنت بفتح عيني كنت بلاقي السرير اللي انا نايمة عليه طاير بيا من عالأرض، وأول لما اصحى وافوق كده الاقي السرير نزل تاني لوحده!
وأوقات تانية كنت بصحى على صوت معزة ولما بقول صوت معزة ف انا بقصد الكلمة، كنت بقوم من النوم على صوت معزة ولما كنت بفتح عيني كنت بلاقي المعزة دي واقفة قصاد باب أوضتي وفجأة لما ابص عليها لثواني كده الاقيها اختفت، المهم في الوقت ده بدأت اصلي واتقرب من ربنا لحد ما واحد من اخواتي نزل من السعودية في أجازة تقريبًا لمدة شهر، كان اخويا نازل أجازة عشان ينبسط ويتفسح قبل ما يرجع شغله تاني لكن اللي حصل له في السفرية دي كان غير كده..
اخويا لما نزل الأجازة دي أمي قالتله إن في شيخ في قرية أسمها (طموه) وعلى فكرة يعني الشيخ ده معروف جدًا والناس كلهم بيقولوا إن سره باتع وإنه ياما عالج ناس وياما جوز بنات مابيتجوزوش وياما وياما، المهم أمي قالت لاخويا عالشيخ ده وطلبت منه إنه ياخدني انا وهي ونروح له بالعربية، طبعًا اخويا في الأول رفض وقال لأمي إننا على أخر الزمن هنحكتم للدجالين وكده، بس طبعًا هو ماكنش يعرف إن وهو مش موجود كان بيجي عندنا شيوخ كتير ويقروا لي من غير أي فايدة، ومن ضمن الشيوخ دول كان في واحد دكتور في جامعة، كان دكتور في الجامعة الصبح وبعد الضهر كان بيشتغل شيخ، الرجل ده لما جالنا البيت فضل يقرأ عليا ويلمس جسمي لمسات غريبة لحد ما خلص، وبعد ما خلص خد بعضه ومشي وقال لي إن انا هخف بعد كام جلسة، لكن بعد اللي حصل انا منعته إنه يجي البيت تاني بسبب التحرش اللي حصل لي منه لما قرا عليا في وجود ماما اللي على فكرة كانت واقفة بس ماكانتش عارفة وقتها إن ده بيحصل لحد ما انا حكيت لها بعد ما مشي، المهم بعد إلحاح أمي.. أخويا وافق وخدنا بعضنا وروحنا للشيخ الواصل ده، القرية اللي فيها مكان الرجل ده كانت قرية ريفية شبه قريتنا ويمكن أقل كمان، وبيته كان بيت بسيط من دور واحد لكن الناس قصاد البيت كانوا كتير جدًا.
المهم وقفنا في الطابور أنا واخويا وامي كانت واقفة بعيد لحد ما الشيخ ده جه عندنا، وهتقولي جه عندنا ازاي هقولك إنه كان موقف الناس طابور وكان بيعدي عليهم واحد واحد وواحدة واحدة لحد ما جه عندي، بس قبل ما يجي عندي عاوزة اقولك إنه كان لما بيعدي عالناس كان بيبص في عينهم ويقول لكل واحد على حالته، يعني مثلًا قال لواحد (أنت مش ملبوس، انت عيان ولازم تروح لحكيم نفساني) وبعد كده بص في عينين بنت وقال لها (انتي ملبوسة من عشيرة جن وعلاجك مش عندي) وهكذا وهكذا لحد ما وصل لي انا واخويا، أول ما وصل عندي وبص في عيني طلب مني إني أوطي واحط إيديا الاتنين على ركبه، طبعًا عملت زي ماهو طلب مني وأول ما عملت كده لقيته بدأ يقول في كلام غريب ومسك صوابعي الصغيرين بإيديه وقلبهم وبدأ يضغط عليهم جامد، وقتها انا بدأت أصرخ وهو بدأ يعلي صوته ويقول..
(اخرج يا عدو الله، انطق، انطق انت جيتلها ازاي ومنين)
طبعًا انا وقتها ماكنتش حاسة بحاجة غريبة لكني كنت بتألم بشدة لدرجة إني ماكنتش قادرة اتكلم، استمر في اللي هو بيعمله ده لمدة ثواني كده وانا مش عارفة انطق لحد ما لقيته مسك رقبتي بإيده اليمين وابتدى يضغط ويضغط على رقبتي لحد ما بدأت اغيب عن الوعي...
الجزء الثاني
↚
(اخرج يا عدو الله، انطق، انطق انت جيتلها ازاي ومنين)
طبعًا انا وقتها ماكنتش حاسة بحاجة غريبة لكني كنت بتألم بشدة لدرجة إني ماكنتش قادرة اتكلم، استمر في اللي هو بيعمله ده لمدة ثواني كده وانا مش عارفة انطق لحد ما لقيته مسك رقبتي بإيده اليمين وابتدى يضغط ويضغط على رقبتي لحد ما بدأت اغيب عن الوعي.
لما فوقت لقيت نفسي جوة أوضة في بيت الشيخ ده، وحواليا كان واقف هو واخويا، بس انا لما فوقت كنت حاسة إن جسمي بيوجعني اوي وكأني طالعة من علقة محترمة، المهم خرجني اخويا وقال لي إنه هيبقى يحكيلي عن اللي حصل لما نخرج، بس قبل ما نخرج لقيته بيدي للشيخ ده ١٥٠ جنيه وبياخد منه ٣ برطمنات عسل لونهم أسود اوي، المهم خرجنا من عند الشيخ وركبنا العربية ورجعنا على بلدنا تاني، لما وصلنا البيت اخويا قال لي إن انا لما الشيخ ضغط على رقبتي أغمى عليا، وبعد ما فقدت الوعي الشيخ طلب منه إنه يدخلني أي أوضة من أوض البيت عشان يعمل لي جلسة صرف للجن اللي لابسني، طبعًا اخويا سمع كلامه وبعد ما دخلنا فضل هو يقرأ في حاجات غريبة كده وانا طبعًا ماكنتش بنطق لحد ما راح جاب خرطوم وقال لاخويا إنه لازم يضربني بيه عشان الجن اللي عليا ده ينصرف.
اخويا بقى بيكمل كلامه وبيقول إنه خد منه الخرطوم وضربني هو بداله ضربات خفيفة كده لأنه خاف لا الشيخ ده يأذيني من كتر أو شدة الضرب، المهم اخويا ضربني شوية وبعد كده الشيخ ده قال له إن الجن العاشق اللي عليا هينصرف لما انفذ اللي هيقولي عليه، واللي قال لي عليه بقى هو إن انا أدهن العسل الأسود اللي في التلات برطمانات دول على جسمي في خلال ال ٣ أيام القمرية اللي هم يعني منتصف الشهر العربي، سمعت كلام اخويا وبدأت اعمل اللي الشيخ قال عليه وفي ال ٣ أيام دول كنت بالليل بلبس لبس خفيف وبدهن جسمي بشعري العسل الاسود اللي محطوط عليه حبة البركة مطحونة زي ما الشيخ ده قال، بس في الأخر وبعد ما سمعت كلام الشيخ عاوزة اقولك إن مافيش حاجة اتغيرت وبرضه ماتقدمليش عريس والوضع فضل زي ماهو ومافيش أي حاجة اتغيرت.
بس قبل ما اختم حكاية الشيخ واكملك بقية حكايتي عاوزة احكيلك على موقف طريف كده؛ في مرة وانا داهنة جسمي وشعري بالعسل الاسود ده بالليل، كنت قاعدة في الصالة ومولعة شموع زي ما الشيخ قال بالظبط، يومها اخويا كان سهران برة لأنه زي كل الشباب اللي في ظروفه، أخويا لما كان بينزل البلد كان بيخرج وبيسهر كتير مع اصحابه برة البيت لأنه في أجازة وكده، المهم اخويا ليلتها فتح باب الشقة بالليل وأول ما شافني بمنظري ده طلع يجري على أوضة أمي وقال لها إن في عفريتة في الصالة وفضل يصرخ ويتشنج لحد ما أثبتله إن انا أخته مش عفريتة، وبالمناسبة يعني ف احب اقول لحضرتك إن اخويا فضل تعبان نفسيًا بسبب الليلة دي لمدة أيام لدرجة إنه راح للشيخ بتاع طموه ده عشان يديله حجاب بسبب الكوابيس اللي كان بيشوفها..
المهم خليني اكمل لحضرتك حكايتي واقولك على اللي حصل لي بعد كده، بعد ما جربت كل حاجة ويأست تمامًا قررت وقتها إن ارجع للنت تاني بس المرة دي بقى بحذر لأني كنت عارفة كويس أوي الحاجات اللي هعملها، انا المرة دي دخلت بحثت عن طرق صرف الجن العاشق وعن طرق تسريع الجواز وفك النحس لحد ما لقيت عزيمة أو طلسم أو تعويذة بتساعد في فك النحس من على البنت العانس أو البنت اللي جوازها مش بيتم، نقلت الطلسم والعزيمة بتاعته في ورقة وكتبت الشروط وبعد كده كتبت البخور المطلوب وتاني يوم نزلت عند عطار معروف عندنا في البلد وطلبت منه البخور اللي انا عاوزاه، لما روحت للعطار ده وشاف الورقة اللي فيها البخور اللي انا عاوزاه بص لي بصة غريبة كده، وبعد كده قال لي..
-اتفضلي اقعدي لحد ما اخلص الزباين اللي معايا، اقعدي لحد ما الناس تمشي وبعد كده هحضرلك الحاجة اللي انتي عاوزاها.
لما قال لي كده سمعت كلامه وقعدت وفضلت مستنياه لحد ما خلص ومشى كل الزباين اللي عنده، بعد ما الزباين مشيوا والمحل بقى فاضي جه ناحيتي وقال لي بهدوء كده وهو ماسك الورقة في إيده...
-انتي عاوزة الحرتيت ودم الأخوين والمسك الاسود دول لإيه، انتي بتحضري وبتتعاملي مع الجن، ولا انتي بتعالجي لوجه الله، قولي لي يا ست الكل عشان لو بتعالجي ف انا ممكن ابعتلك ناس ويبقى في بيننا شغل، أصل في ناس كتير بييجوا عندي هنا المحل وبيبقوا عاوزين حد يعالجهم بس مابيلاقوش و كمان..
قاطعته وهو بيتكلم وقولتله..
-بس بس بس.. أيه ده كله، يا سيدي انا لا بعالج ولا بحضر ولا بعمل أي حاجة من الحاجات دي.
لما قولتله كده قال لي وهو مستعجب..
-غريبة يعني، ازاي مابتحضريش ولا بتعالجي وطالبة البخور ده والحاجات اللي معاه، الحاجات دي يا ست الكل مابيطلبوهاش إلا الشيوخ واسأليني انا.
لما قالي كده رديت عليه وقولتله..
-يا سيدي انا لا شيخة ولا نيلة، انا عاوزة الحاجات دي ليا أنا، عاوزاها لاستعمالي الشخصي.
لما قولتله كلامي ده بص لي باستغراب وقال لي..
-ازاي يعني لاستعمالك الشخصي، فهميني معلش لأن كلامك يلغبط.
لما قال لي كده بصراحة حكيتله على حكايتي وقولتله إن انا اشتريت الحاجات دي عشان اعالج نفسي، وطبعًا قولتله إن انا جيبت الوصفات وأسماء الحاجات دي من ع النت، لما قولتله كده وحكيتله حكايتي رد عليا وقال لي..
-طب بصي يا ست الكل، انتي دلوقتي بنت مافيكيش عيب وبصراحة كده لو مشكلتك الجواز ف انا بقى عندي حلها.
بصيت له باستغراب كده وسألته..
-عندك الحل ازاي يعني، هتبعتني لشيوخ ولا هتقولي انك بتعالج ولا أيه، لو دي حلولك ف احب اقولك إن مافيش فايدة لأني جربت كل حاجة ومافيش أي نتيجة لحد النهاردة.
لما قولتله كده رد وقال لي..
-لا يا ست الكل، انا لا هقولك روحي للشيخ فلان ولا اعملي كذا ولا كذا، ببساطة كده يا ستي انا جايبلك عريس.
لما قال لي كده استغربت وفرحت في نفس الوقت، فكرت لثواني كده وبعد كده قولتله..
-مين ده إن شاء الله، وده عرفني فين ولا شافني أمتى عشان يتقدم لي.
لما قولتله كده راح جاب ورقة وقلم وجه ناحيتي بسرعة وهو بيقولي..
- اديني بس عنوانك وبكرة بعد المغرب بأذن الله، العريس هيجي يتقدملك هو وأهله وبأذن الله ربنا هيكرمكوا والجوازة هتتم على خير.
بصراحة لما قال لي كده كنت مستغربة ومش عارفة اعمل أيه، لكن غصب عني لقيت نفسي ببتسم وبديله عنوان بيتنا وانا بقول بيني وبين نفسي إن ربنا بيسبب الأسباب وكمان كنت بقول إن ممكن يكون الحل فعلًا عند العريس اللي هيجي عن طريق الرجل ده، المهم خد العطار عنواني بالظبط وبعد كده سيبته ومشيت، بس تاني يوم بالليل بقى لقيت العطار ده جاي بيتنا هو وأهله!
طبعًا انا لما شوفته استغربت لأنه كان جاي ومعاه أمه وابوه ومراته وولاده، بصراحة انا وقتها قولت إن الرجل ده اتخبل وجاي يتقدملي وهو متجوز ومعاه عيال، لا والمصيبة إن مراته وولاده معاه، المهم دخلناهم وقعد مع اخواتي وابويا وامي واحنا كلنا مذهولين، بس الذهول ده راح لما عرفنا إنه جاي يطلب إيدي لاخوه اللي بيشتغل في الأمارات، وياريت بس قبل ما حضرتك تستغرب من إن معظم أهل بلدنا بيشتغلوا في الخليج ف اسمحلي اقولك إن ده شيء عادي عندنا وفي معظم القرى الريفية في مصر، المهم الرجل ده طلب إيدي لاخوه هو وأهله وبعد ما شوفت صورة العريس بصراحة كده وافقت لأن كان شكله محترم وابن ناس، وحتى والدي واخويا وافقوا على طول وقولنا نمشي الدنيا لأن الناس بصراحة كانوا محترمين.
بعد موافقتنا المبدئية على الجوازة، العريس ده نزل وعملنا خطوبة والدنيا مشيت تمام وفضلت انا على تواصل معاه عن طريق الاسكاي بي اللي طبعًا لما فتحته.. فتحته المرة دي بقى بحساب جديد لأني كنت قفلت القديم بكل بلاويه، المهم وانا بتكلم معاه كنت في فترات كتيرة اوي بشوف شكله متغير، ساعات وانا بكلمه فيديو كنت بشوفه في شكل حيوان له قرون، وساعات كنت اشوف شكله وحش اوي، ولما كنت انادي لماما عشان تشوفه أو تشوفله صورة يعني كانت تقولي إن الرجل شكله كويس وزي القمر اهو ومافيهوش حاجة!
انا ماكنتش مرتاحة وكنت حاسة إن الجوازة دي هتتم عشان مصلحة، وده ببساطة بسبب إن اخوه لما عرف ظروفي وعرف إن أهلي ناس مرتاحين ماديًا جه اتقدملي من غير حتى ما يعرف عني كتير، وحتى العريس يعتبر وافق عليا من قبل حتى ما يشوفني ولا يقعد معايا، كل ده كنت حاطاه في دماغي وده اللي خلاني قولت إني ممكن اكون بيتهيألي إن شكله وحش كده بسبب الأفكار اللي في دماغي أو بسبب اللي شوفته في حياتي قبله، لكن اللي حصل بعد كده خلاني لقيت تفسير لكل حاجة كانت بتحصل لي..
بعد كام شهر من خطوبتنا قررنا إننا لازم نتجوز لأن فرح اخويا كان قرب وكان من الأفضل أننا نتجوز احنا الاتنين في ليلة واحد، المهم العريس نزل من الأمارات لأنه كان سافر بعد الخطوبة طبعًا، ومن بعد ما نزل بقى بدأنا في مراسم الزواج زي ما بيقولوا، بدأنا نحضر الشقة اللي هنتجوز فيها، وعندنا في البيت كنا بنعمل أكل وبنعمل فطير ولحمة للناس اللي هتيجي وكده عشان تبارك يعني، المهم واحنا بنحضر للفرح اضطرينا إننا نفتح الباب الخلفي للعمارة بتاعتنا، والباب ده كان دايمًا مقفول لأنه كان بيطل على شارع جانبي كده ف ماكناش بنفتحه خالص لأننا كنا بنخرج من الباب الرئيسي دايمًا، المهم فتحنا الباب عشان ننزل الحاجات من الشقة للجراج والعكس، بس لما فتحنا الباب أو انا بالتحديد لما فتحته يعني لقيت حاجة غريبة وقعت من العتبة الفوقانية بتاعت الباب، الباب كان له عتبة خشب من فوق، أول ما فتحته وقعت على راسي حاجة، لما وطيت جيبتها من عالأرض لقيتها كيس أسود ملفوف في بعضه كده لفات غريبة!
فتحت الكيس ده وكانت الكارثة لما لقيت جواه اللي خلاني بقيت مصدومة، انا لقيت جوة الكيس حتة قماشة فيها دم لما شوفته عرفته من شكله وريحته.. ده دم حيض!
وكمان كان مع حتة القماشة دي ورق شجر أخضر متقطع كده على شكل مربعات، وكل الحاجات دي كانت وسط بودرة أو رملة بيضا!
طبعًا انا لما شوفت الحاجات دي استنتجت إن هي عمل، وبخبرتي بقى في الموضوع ده ف انا خدت الحاجات دي وطلعت البيت وحطيتها في جردل ماية وسيبتها شوية وبعد كده خدت الجردل ونزلت دلقت كل اللي فيه قصاد باب العمارة، المصيبة السودة بقى إن انا لما عملت كده لقيت خطيبي أو اللي المفروض هيبقى جوزي يعني، لقيته بيتصل بيا في نفس اليوم وبيقولي إنه مش عاوز يكمل معايا وإنه مش مرتاح وإنه عاوز يبعد ومش عاوز أي حاجة مني!
بصراحة انا كنت هتجنن ووقتها اتعصبت عليه لأنه ماقاليش سبب مقنع وأنهى الموضوع بشكل بايخ اوي، ويمكن كمان شكل بايخ أكتر من العرسان اللي قبل كده، بس تعرف إن كلامه ده ماكنش المصيبة الوحيدة وقتها.. أه والله ماكنش المصيبة الوحيدة لأن المصيبة التانية هي إن اخويا اللي المفروض كان هيتجوز في نفس اليوم اللي انا هتجوز فيه جت خطيبته عندنا البيت واتخانقت معانا ورمت لنا الشبكة وقالت لاخويا إنها مش عايزة تكمل معاه بسبب خلاف بسيط اوي حصل بينهم، الخلاف ده اتحول يومها بقدرة قادر كده لمصيبة ومشكلة كبيرة بسببها خطوبتهم اتفشكلت.
طبعًا انا وقتها كنت هتجنن وفضلت دماغي تودي وتجيب لحد ما لقيت الحل، تاني يوم رفعت سماعة التليفون وكلمت ابن خالي أو العريس التالت اللي كان خاطبني، لما كلمته حكيتله على اللي حصل وسألته إذا كان لسه بيحبني وعاوزني ولا لأ، بصراحة لما سألته السؤال ده جاوب بسرعة وقال لي إنه لسه عاوزني ومستعد يعمل أي حاجة عشان يرجع لي، لما قال لي كده قولتله إن فرحي كمان كام يوم وكده كده العريس خلاص مش جاي لأن الخطوبة اتفسخت، ف احنا نعمل الفرح في ميعاده ومانقولش لحد ونقنع الناس كلها إن العريس هو هو نفس الشخص ده لكن انت اللي تتجوزتي، لما قولتله كده كان طاير من الفرحة ونزل من الكويت على طول وكلم ابوه وامه وأقنعهم وهم وافقوا، بعد كده جه خالي ومراته وابنه وقعدوا مع امي وابويا واخواتي ورتبنا كل حاجة وطبعًا ابن خالي راح دفع للي كان خطيبي ده حق كل العفش اللي كان جايبه لأنه بالمناسبة يعني كان جايب هو العفش وكان هيقعد في شقتي اللي في عمارة ابويا.
المهم لأن ابن خالتي ماكنش عنده وقت وماكنش في براح إننا نشتري عفش من أول وجديد ف خد هو العفش اللي كان جايبه خطيبي الخامس ده وحاسبه عليه كله زي ما هو طلب بالظبط، وبالفعل رتبنا كل حاجة والناس كلها جت الفرح وهم عارفين إن انا هتجوز خطيبي اللي الناس كلهم كانوا عارفين إننا ماسيبناش بعض، بس طبعًا المعازيم والقرايب لما جُم حكينالهم على اللي حصل والحمد لله الليلة عدت على خير واتجوزت انا وابن خالي وادينا اهو سعداء لحد النهاردة في حياتنا، وطبعًا مش محتاجة اقولك إن انا منعت الزيارات العائلية للبيت أو زي ما تقول كده مامنعتهاش اوي، انا خليتها خفيفة عن الأول لأن أكيد اللي حط لي العمل اللي كان موقف حالي ده، هو حد من قرايبنا اللي كانوا داخلين خارجين علينا في العمارة باستمرار، والحمد لله يعني اديني اهو دلوقتي سعيدة في حياتي وحياتي ماشية تمام بعد ما العمل ده اترمى وبعد ما باللي شوفته وحصل لي ده اتأكدت إن اللي حصل معايا في السعودية ماكنش له أي سبب في اللي حصل لي لما رجعت مصر، واكتشفت من اللي حصل إن السبب في ده كله هم القرايب.. القرايب اللي حبهم ليك ممكن يخليك أسعد أنسان في الدنيا، وكرههم وحقدهم عليك ممكن يخليك أتعس أنسان في الدنيا، أو حتى ممكن غلهم وحقدهم يخلوهم يعملوا عمل للأنسانة اللي بيحقدوا عليها عشان في الأخر تبقى زي حالاتي كده عانس.. لكني الحمد لله مابقتش عانس على طول لأني اكتشفت.
الموضوع وقدرت احل المشكلة، بس قولي بقى كده.. كام واحد وواحدة ممكن يحصل معاهم اللي حصل لي ده ومايلاقوش الحل وتفضل حياتهم متعقدة كده وهم مايعرفوش أيه سبب عقدتهم!
تمت