قصة قراءة الكف للكاتب أحمد محمود شرقاوي
انهاردة هكتب حاجة غريبة شويتين تلاتة، عايز تصدق صدق، مش عايز اعتبرها حكاية مسلية، لأني مش هذكر مصادر ولا هذكر أسماء شخصيات، والعهدة على صديقي اللي نوعا ما يعرف الفنانين والممثلين وغيره وحكالي الكلام ده، اوعى تفوت الحلقة دي مهما حصل..
"تعرف ان اكتر ناس مؤمنين بقراءة الكف والطالع والأبراج هما الفنانين"
ايوة بالظبط كدا، الطبقة اللي عايشة في بذخ وبيحاولوا يتصدروا واجهة المجتمع بأنهم النخبة، يليهم رجال السياسة ولاعبين الكورة والمغنيين والطبقة اللي المفترض انها طبقة ارستقراطية، رجال اعمال وناس مركزهم الاجتماعي كبير شويتين..
بداية الحكاية كانت من ست شهور معايا انا شخصيا، كنت كتبت حلقة عن القرين وبعدها حلقتين عن قراءة الكف وازاي قارئ الكف بيلعب لعبة نفسية بواسطة الفراسة او ربما مساعدة بعض الجن، الموضوع كله لا يعدو مجرد لعبة ممكن توصلك لهاوية الشرك بالله، وان بعد الحاضر بلحظة ده كله في علم الغيب، علم الله..
فوجئت بشخص ما، المفترض انه مخرج بيتواصل معايا، اتكلم معايا انه عجبته قصة من اللي كتبتها وممكن نعدل فيها شوية ونعملها زي افلام وثائقية عن علوم السحر والتنجيم والجريمة والخوارق، وتتعرض على كذا منصة من منصات المشاهدة، الموضوع كان بالنسبالي عادي، مش هتفرق معايا كتير، بس مفيش مشكلة اعرف شوية تفاصيل..
اتكلمنا شوية في الموبايل عن تفاصيل القصة، ازاي تتحول اسكريبت او سيناريو ونزود فيه حوار وأحداث، وان كنت قرأت عن كل ده واقدر اعمله بسهولة، بس برضه كنت متحفظ نوعا ما في حتة الاخراج، لانه بدأ يركز شوية على المشاهد اللي مفترض هيبقا فيها ستات وغيره، بس قولت اما اجيب اخره وخلاص..
تاني يوم كلمني وبدأ الكلام ياخد منحنى تاني، فيه ممثل شهير نوعا ما، من ممثلين الدرجة التانية شبه اقنعته انه يمثل الفيلم ده، ماشي وبعدين، لازم ناخده على حجرنا..
لسة مش فاهم بس متساهل في الكلام عشان اجيب اخره..
قالي ان الغالبية العظمى منهم بيعشقوا اللي بيقرأ الفنجان والكف، وانت لو جيت معايا مرة واحدة بس وقرأتله الكف هيبقا خاتم في صباعك، وهيوافق يعمل الفيلم بل وهيجيبلنا منتج يتكلف بالفيلم كله..
ضحكت على كلامه وان هاودته عشان اجيب اخره، قولتله اني مبعرفش اقرأ الكف، قالي انه عنده يقين اني هعرف واني ذكي وهفهم..
وبدون جدال كان مقصده اني قارئ في الطب النفسي، واقدر اجيب معلومات عامة عن الفنان ده ومنها اوهمه بالكلام، مانا كنت كاتب انها بتعتمد على الفراسة وربما الجن نوعا ما..
كمل كلامه وقالي اني نوعا ما صفحتي مقنعة لأي شخص اني فاهم في الأمور دي، وانه هيتولى اقناعه اني مكشوف عني الحجاب واني عندي روحانيات واقدر اشوف واقرأ الطالع وغيره..
والمقابل..
المقابل هنعمل فيلم غير أجري في قراءة الكف وغيره، ولو عرفت اقنعه كويس واوهمه بكلام يعجبه هيعرفني على اصحابه من الوسط الفني وهتبقا دي شغلتي وهتعرف اكتر ومش بعيد كل حاجة اكتبها تتعمل فيلم..
كان عامل زي الشيطان، شيطان عارف يلعب على وتر الطموح جواك، وعارف امتا يتكلم وامتا يسمعني، وان كنت لا اعز نفسي على الله بس كان جوايا لسة حتة كويسة، كلمته بهدوء بإنها فلوس حرام، وان المال الحرام هي اكتر حاجة بتحاشاها في حياتي لأنها بتدخل عليك بالخراب وعقابها صعب، طبعا الكلام معجبوش..
وانا مكنتش مهتم أصلا اني انصحه، وبحاول ابعد عن النقطة دي، حاول معايا مرة كمان بس تجاهلته وانتهى الموضوع، او كنت اعتقد انه انتهى..
............
من فترة بسيطة اتعرفت على شخص ما كان المفترض انه بيقرأ الفنجان، بعتلي وكان عايز يتكلم معايا، قولت اسمع منه وخلاص، خاصة انه مشهور على السوشيال ميديا وعنده متابعين..
وبدأ يحكيلي أمور غريبة، قالي انه جاب كتب يتعلم منها قراءة الفنجان والكف والطالع وعلوم الفلك وأبراجها وغيره وغيره، في اللحظة دي مينفعش اقوله حرام، لا لازم اخليه يجيب أخره وبعدها نشوف هتنفع معاه النصيحة ولا لا..
قالي انه بدأ بجروب واتس وعمله للموضوع ده، والعجيب ان ناس كتير انضموا للجروب ده، وكلهم ميسورين ماديا، وكان اللي بيطلبه كان بياخده، بعدها عمل جروب على الفيس ومش اي حد بيدخله، كان بيسرق مقالات وينزلها عليه عن علوم الدجل دي كلها، لأنه أصلا مبيعرفش يكتب بطريقة تشد القارئ..
طبعا انا ابتسمت وقولتله وجاي ليا عشان اكتبلك مقالات صح
قالي لو من فترة كنت هقولك اة، اما حاليا لا، بس خليني اكمل
قالي ان فيه ممثلة معروفة دخلت الجروب، واتعرف عليها، وكانت يوميا بتبعتله صور الفنجان عشان يقرأه، وكان هو بارع في علم الايحاء، قدر يوصلها فكرة انها مش هتعرف تعيش بعد كدا من غيره، وراح زارها بعد كدا واتعرف على فنانين كتير كان عندهم شغف انه يقرأ لهم طالعهم..
حتى انه حط قواعد وأسس يمشي عليها
الوسطية بين اسلوبي الترغيب والترهيب
مينفعش تقول للشخص دايما أخبار حلوة، وفي نفس الوقت مينفعش تخوفه كل شوية بحاجات وحشة هتحصله، ومع الاستمرارية انت هتفهم النقطة دي كويس، ولازم دايما تقنعه انه في خطر، تحسسه ان ناس كتير متربصة بيه عشان تعمله سحر، وانه طول ماهو جمبك ميخافش، اياك في يوم تقنعه ان السحر وهم هو عايش بيه، لانك تقريبا اي مشهور هتلاقيه موهوم انه محسود او مشهور، وده عشان يداري فشله في أمور هو مش عارف يوصلها..
حكالي ان فيه عائلات كبيرة من الأثرياء لازم ولابد يكون معاهم صديق العيلة، والصديق ده بيبقا ضاحك عليهم ومفهمهم انه روحاني، يتنبأ، يتوقع، يحذر، يستشيروه وغيره
في المقابل، فلوس، سفر، مكانة اجتماعية وغيره
وان طائفة كبيرة من الفنانين مش كلهم شبه بيقدسوا المنجمين، وان كل فنان لازم يكون له صديق من الناس دول، ويستشيروه في كل حاجة في حياته الفنية، حتى أغلب صراعات نجوم الفن بتقوم بسبب المنجمين..
وان كل نجم منهم بيحاول يروض اكبر عدد من المنجمين دول عشان نجمه يعلو على الفنان التاني، ومفيش اي مشاكل يلجئ للسحر، سحر مرض، فشل، تعطيل أمور، عشان ينجح ويتخطى المنافس بتاعه..
وحكالي ان فيه طائفة كبيرة من المنجمين عايشين حرفيا في بذخ بسبب الشغلانة دي، وان الهدايا اللي بتجلهم يوميا تخليهم يعيشوا لسنين قدام..
في النهاية سألته انت ليه بتحكيلي كل ده
قالي انه عارف ان كل ده حرام، وانه بقا بيشوف كل ليلة في نومه نار سودة مخيفة، وانه بقا خايف من الموت جدا..
كلمته ان التوبة متاحة في كل وقت، بس بشرط تبطل الشغل ده كله وتحاول تبعد عنك كل المال اللي جالك منهم، وغيره وغيره
في النهاية طلب مني اكتب مقال عن الموضوع ده لأنه منتشر، وناس كتير مخدوعة بيه، منهم فنانين وسياسين وغيره، وان نهاية المجال ده كارثية بكل المواضيع، حتى انه فكرني بفيلم أحمد ذكي بتاع البيضة والحجر، وقالي ان الشخصية دي حقيقية وبتمثل الواقع بكل ما فيه..
أحمد محمود شرقاوي
..............
في النهاية يا صديقي
قراءة الكف، الفنجان، الأبراج، التاروت، الطالع وغيره وغيره
كلها أمور شركية، محرمة، والمال اللي بيجي منها حرام، لانك بتتحدى رب السماوات في ملكوته ومعرفة الغيب..
وكل اللي بيتحدى ربنا بيكون مسيره سيء جدا جدا، سواء دنيا أو أخرة، فأتمنى نطلع من الدايرة دي لانها عبارة عن شبكة من الوهم المغلف بالأكاذيب، وبدل ما تدفع فلوسك في الوهم ده هقولك انا ازاي تحسن مستقبلك..
طلع الفلوس اللي هتدفعها للدجال صدقة، وهنا هيترد لك كل ده وهيبقا مستقبلك أحسن كتير..
أحمد محمود شرقاوي