قصص ألف ليلة وليلة حكاية الحمال مع البنات
ونه كان انسان من مدينة بغداد وكان أعزب وكان حمالا فبينما هو فى السوق يوم من
الايام متكئا على قفصه اذا وقفت عليه امرأة ملتفة بازار موصلى من حرير مزركش
بالذهب وحاشيتاه من قصب فرفعت قناعها فيان من تحته عيون سوداء باهداب وأجفان وهى
ناعمة الاطراف كاملة الارصاف و بعد ذلك قالت بحلاوة لفظها هات قفصك واتبعنى فما
صدقك الحمال بذلك وأخذ القفص وتبعها الى أن وقفت على باب دار فطرقت الباب فنزل له
رجل ثم بعد ان تعاقبني تذهب الى العبد بالشراب والمسلوقة بكرة النهار قال
الملك والله يافتى لافعان محك. معر وفا أذكر به وجميلا يؤرخونه سيرا من بعدي ثم
جلس الملك يتحدث معه إلى أن أقبل الليل ثم قام الملك وصبر الى ان جاء وقت السحر
فتجرد من ثيابه وتقلد سينه ونهض الى المحل الذي فيه العبد فنظر إلى الشمع
والقناديل و رأى البخور والادهان ثم قصد العبد وضر به فقتله ثم حمله على ظهره و
رماه في بير كانت في القصر ثم نزل و لبس ثياب العبد وهو داخل القبة والسيف معه
مساول في طوله فبعد ساعة أنت العاهرة الساحرة عند دخوطا جردت ابن عمها من ثيابه
وأخذت سوطا وضربته فقال آه یکفینی ما انا فيه قار حمینی فقالت هل كنت أنت رحمتني
و ابقيت لى معشوقى ثم البسته اللباس الشعر والقماش من فوقه ثم نزلت الى العبد
ومعها قدح الشراب وطاسة المسلوقة ودخلت عليه القبة و بکت و ولولت و قالت یاسیدی
کلمنی یاسيدى حدثني وأنشدت تقول .
قصص ألف ليلة وليلة حكاية الحمال مع البنات |
فالى متى هذا التجنب والجفا ان الذي فعل الغرام لقد كفى كم قد تطيل الهجر لي
متعمدا ان كان قصدك حاسدى فقد اشتهى.
ثم انها بكت وقالت ياسيدى كلمنى وحدثني فخفض صوته وعوج لسانه وتكلم بكلام السودان
وقال. آه آه لا حول ولا قوة الا بالله فلما سمعت كلامه صرخت من الفرح وغشى عليها
ثم انها استفاقت وقالت لعل سيدى صحيح فخفض الملك صوته بضعف رقال يا عاهرة أنت لا
تستحق أن أكلمك قالت ما سبب ذلك قال سبيه انك طول النهار تعاقبين زوجك وهو يصرخ
ويستغيث حتى أحرمتيني النوم من العشاء الى الصباح ولم يزل زوجك يتضرع و يدعوا
عليك حتى أقلقنى صوته ولولا هذا لكنت تعافيت فهذا الذي منعنى عن حوابك فقالت عن
اذنك أخاصه مما هو فيه فقال لها خلصيه وأريحينا فقالت سمعا وطاعة ثم قامت و خرجت
من انقبة إلى القصر وأخذت طاسية ملأتها ماء ثم تكلمت عليها قصار الماء يغلى كما
يغلى القدر ثم رشته منها وقالت بحق متلوته ان تخرج من هذه الصورة الى صورتك
الأولى فانتفض الناب رقام على قدميه وفرح بخلاصه وقال أشهد أن لا اله الا الله
وان عمدار سول الله ﷺ ثم قالت له اخرج ولا ترجع الى هنا والا قتلتك وصرخت في وجهه
صَلى الله. خرج من بين يديها وعادت الى القبة ونزلت وقالت ياسيدى اخرج الى حتى
أنظارك فقال لها بكلام ضعيف أى شىء فعلتيه أرجتينى من الفرع ولم ترحيني من الاصل
فقالت يا حبيبي وماهو الاصل قال أهل هذه المدينة والاربع جزائر كل ليلة اذا
انتصف الليل يرفع السمك رأسه ويدعوا على وعليك فهو سبب منع العافية عن جسمی
مخلصیهم و تعالی خذی بیدی و اقيميني فقد توجهت الى العافية فلما سمعت كلام الملك
وهى تظنه العبد قالت له وهى فرحة ياسيدى على رأسى وعينى بسم الله ثم نهضت وقامت و
هی مسرورة تجرى وخرجت الى البركة وأخذت من مئها قليلا . وأدرك شهر زاد الصباح
فسكتت عن الكلام المباح.
( ففى ليلة (٩) قالت بلغنى أيها الملك السعيد ان الصبية الساحرة لما أخذت
شيأ من ماء البركة وتكلمت عليه بكلام لا يفهم تحرك السمك ورفع رأسه وصار آدميين
في الحال وانفك أحسن منهن ولكن ليس عندهن رجال ونظر ما عندهن من الشراب
والفواكه والمشمومات وغير ذلك فتعجب غاية العجب و وقف عن الخروج فقالت له الصبية
مالك لا تروح هل أنت استقللت الاجرة والتفتت إلى أختها وقالت لها اعطيه دينا را
آخر فقال الحمال والله يا سيداتي ان أجرتى نصفان وما استقللت الاجرة و إنما اشتغل
ناي وسرى بكن وكيف حالكن وأنتن وحدكن وما عندكن رجال ولا أحد و انسكن وأنتن تعرفى
ان المنارة لا تثبت الأعلى أربعة وليسر لكن رابع وما يكمل حظ النساء الا بالرجال
كم قال الشاعر.
انظر إلى أربع عندي قد اجتمعت جنك وعود وقانون وه زمار أمتن ثلاثة فتد: قرن الى
را بهم يكون رجلاه قلا بيبا حاذقا وللاسرارك تما فقلن له نحن بنات ونخاف أن
نودع السر عند من لا يحفظه وقد قرأنا في الاخبار شعرا .
من عن سواك السر لا تودعنه من أودع السر فقد ضيعه فلما سمع الجمال كلام من قال
وحياتكن الى رجل عاقل أمين قرأت الكتب وخلعت التواريخ أظهر الجميل وأخفى القبيح
واعمل بقول الشاعر .
لا يكتم السر الا كل ذى ثقة والسر عند خيار الناس مكتوم السر عندي في بيت له
غاق ضاعت الفاتحة والباب مختوم
فلما سمعت البنات الشعر والنظام ربما أبداء من الكلام قلن له أنت تعلم اننا غر
منا على هذا المقام جملة من المال فهل معك شيء تجازينا به فنحن لا ندعك تجلس
عند ناحتی تفرم من الغنا من المال لان خاطرك أن تجلس عندنا وتصير نديمنا وتطلع
على وجوهنا الصباح الملاح فقالت صاحبة الدار وإذا كانت بغير المال محبة فلا
تساوى وزن حبة وقالت البوابة إن يكن معك شيء رح بلا شيء فقالت الدلالة يا
أختى نكف عنه فو الله ما قصر اليوم معنا ولو كان غيره ماطول روحه علينا ومهما
جاء عليه أغرمه عنه ففرح الحمال وقال والله ما استفتحت بالدراهم الامنك فقلن له
اجلس على الرأس والعين وقامت الدلالة وشدت وسطها وصفت القنا، وروقت المدام
وعمات الحضرة على جانب البحر وأحضرت ما يحتاجون اليه ثم قدمت المدام وجلست هي
وأختها وجلس الحمال بينهن .
وهو يظن أنه في المسام ولم يزل الحمال معهن في عناق وتقبيل وهذه تكلمه وهذه
تجذبه وهذه بالمشموم تضر به وهو معهن حتى لعبت الخمرة بعقوطم فلما تحكم الشراب
معهم قامت البوابة وتجردت من ثيابها وصارت عريانة ثم رمت نفسها في تلك البحيرة
ولعبت فى الماء وأخذت الماء فى فيها و بخت الحمال ثم غسلت أعضاء ه ا وما بين
فخذيها ثم طالعت من الماء ورمت نفسها فى حجر الحمال وقالت له يا حبيبى ما اسم
هذا وأشارت الى فرجها فقال الحمال رحمك فقالت يوه يوه أما تستحى ومسكته من
رقبته وصارت تصكه فقال فرجك فقالت غيره فقال كسك فقالت غيره فقال زنبورك فلم
تزل تصكه حتى ذاب قفاه ورقبته من الصك ثم قال لها وما اسمه فقالت له حبق الجسو
فقال الحمال الحمد لله على السلامة يا حبق الجسور ثم انهم ادار والكأس
والطاس فقامت الثانيه وخلعت ثيابها ورمت نفسها في تلك البحيرة نصرانی
فاعطته دينارا و أخذت منه مقدارا من الزيتون و وضعته في القفص وقالت له احمله
واتبعنى فقال الحمال هذا و الله نهارك مبارك ثم حمل القفص وتبعها فوقفت على
دكان فكهاني واشترت منه تفاحا شاميا وسفرجلاعثمانية وخوخا عمانيا وياسمينا
حلبياو بنو فراده شقياً وخيارا نيليا وليموناً مصر يا تمر حنا وشقائق النعمان
وبنفسج و وضعت الجميع في قفص الحمال وقالت له احمل فحمل وتبعها حتى وقف على
جزار وقالت له اقطع عشرة أرطال لحمه فقطع لها ولفت اللحم في ورق موز و وضعته في
القفص وقالت له احمل يحمال حمل وتبعها ثم وقفت على النقلى وأخذن من سائر النقل
وقالت لاحمال احمل واتبعنى فحمل القفص وتبعها إلى أن وقفت على دكان الحلواني
واشترت طبقه وملأته من جميع ماعنده من مشبك وقطائف وميمونة وأمشاط وأصابع
ولقيمات القاضى و وضعت جميع أنواع الحلاوة فى الطبق ووضعته في القفص مقال
الحمال لو أعلمتيني جئت معى .
يبغل نحمل عليه هذه الامو رفتبسمت ثم وقفت على العطار واسترت منه عشرة مياه ماء
ورد وماء زهر وخلافه وغير ذلك وأخذت قدرا من السكر وأخذت مرش ما و رد نمسك وحصى
لبان ذكر وعودا عنها ومسكا و أخذت شمعا اسكندرانا و وضعت الجمع فى القفص وقالت
احمل قفصك واتبعنى محمل القفص وتبعها نه الى ان انت دار آمايحة وقدامها
رحبة فسيحة وهى عالية البنيان مشيده الأركان بابها بشفتين من الابنوس مصنح
بصفائح الذهب الاحمر فوقفت الصبية على الباب و دقت دقا لطيفا و إذا بالباب
انفتح بشفتيه فنظر الحمال إن من فتح له الباب فوجدها صبية رشيقة القد قاعدة
النهد ذات حسن وجمال وقدو اعتدال وجبين كفرة الهلال وعيون كميون الغزلان وحواجب
كهلال رمضان و خد و دمثل شقائق النعمان وفم كخاتم سليمان ووجه كالبدر في
الاشراق و نهدین کرمانیتین با تفاق و بطن مطوى تحت النياب على السجل للكتاب
فلما نظر الحمال اليها سلبت عقله وكاد انقفص ان يقع من فوق رأسه ثم قال ما رأيت
عمرى أبرك من هذا النهار فقالت الصبية البوابة للدلالة والحمال مرحبا وهى من
داخل الباب ومشواحنى انتهوا إلى قاعة فسيحة مزركشة مليحة ذات تراكيب وشاذر
وأنات ومصاطب وسدلات وخزائن عليها الستو رمرخيات وفي وسط القاعة سرير من المرمر
مرصع بالدر والجوهر منصوب عليه ناموسية من الاطلس الاحمر وم من داخله صبية
بعيون بابلية وقامة الصية ووجه يخجل الشمس المضية فكأنها بعض الكواكب الدرية أو
عقيلة عربية كما قال فيها الشاعر.
من قاس قدك بالغصن الرطيب فقد اصبحى القياس به زورا وبهتانا الغصن أحسن ماتلقاه
مكتسيا وأنت أحسن ما نلقاك عريانا .
فنهضت الصبية الثالثة من فوق السرير وخطرت قليلا الى أن صارت في وسط
القاعة عند أختيها وقالت ما وقوفكم حطوا عن رأس هذا الاعمال المسكين فجاءت
الدلالة من قدامه والبوابة من خلفه وساعدتهما الثالثة وحططن عن الحمال وافر عن
ما فى القفص وصف واكل شيء في محله وأعطين الحمال دينارين وقلن له توجه با حمال
فنظر إلى البنات وما هن فيه من الحسن والطبائع الحسان فلم يرى .
يسبح في الماء وغسل مثل ماغسان ثم طالع ورديه فى حجر سيدت من ورمى ذراعيه في
حجر البوابة ورمى رجليه في حجر الدلالة ثم أشار الى أيره وقال ياسيدتى ما اسم
هذا فضحك الكل على کلامه حتى انقلبن على ظهورهن و قان زبك قال لا وأخذ من كل
واحدة عضة قلن أيرك قال لا وأخذ من كل واحدة حضنا وأدرك شهر زاد الصباح فسكتت
عن الكلام المباح .
( وفى ليلة ۱۰) قالت لها أختهاد نيازاد يا أختى اتعمى لناحد ينك قالت حبا
وكرامة قد بلغنى أيها الملك السعيد ام من لم يزلن يقان زنك أيرك وهو يقبل ويم
انق وهم من يتضاحكن الى أن قلن له وما اسمه قال إسمه البغل الجسو رالذى يرعى
حرق الجد و رويعاق بالسمسم المقشور ويست في خان أبي منصو رفض حكن حتى استلقين
على ظهورهم من ثم عادوا إلى منادمتهم ولم يزالوا كذلك الى أن أقبل الليل عليهم
فقان للحمال توجه وأرنا عرض أكتافك فقال الحمال والله خروج الروح أهون من
الخروج من عندكن دعونا نصل الليل بالنهار وكل مناير وح الى حال سبيله فقالت
الدلالة بحياتي عند كن تدعنه ينام عندنا نضحك عليه فانه خليع ظريف فقان له تبيت
عندنا بشرط أن تدخل تحت الحكم ومهما رأيته لا تسأل عنه ولا عن سببه فقال
نعم فقلن قم واقرأ ما على الباب مدتو با فقام الى الباب فوجدها ما تو با عليه
بماء الذهب لا تتكلم فيها لا يعنيك تسمع مالا يرضيك فقال الحمال اشهدوا انى لا
أتكلم فيما لا يعنيني ثم قامت الدلالة جهزت لهم مأكولا فاكلوائم أوقدوا الشمع
والعود وقعدوا فى أكل وشرب واذا هم سمعو ادق الباب فلم يختل نظامهم فقامت واحدة
منهن الى الباب ثم عادت وقالت قد كمل صفاؤنا في هذه الليلة لاني وجدت بالباب
ثلاثة أعجام ذقونهم محلوقة و هم عور بالعين الشمال وهذا من أعجب الاتفاق وهم
ناس غرباء قد حضر وا من أرض الروم ولكل واحد منهم شكل وصورة مضحكة فان دخلوا
نضحك عليهم ولم تزل تتطلف بصاحبتيها حتى قالتالها دعيهم يدخلون واشر ملى عليهم
أن لا يتكلموا فيما لا يعنيهم فيسموا ما لا يرضيهم ففرحت و راحت تم عادت ومعها
الثلاثة المور ذقونهم محلوقة وشوار بهم مبرومة ممشوقة وهم صعاليك فسلموا وتأخر
وافقام لهم البنات و اقعدو فنظر الثلاثة رجال الى الحمال فوجدود سكران فلما
عاينوه ظنوا أنه منهم وقالوا ه و صعلوك منانا يؤانس: امله سمع الحمال هذا
الكلام قام و قاب عينيه وقال لهم اقعدوا بلا فضول أما قرأت ما على العاب فضحك
النات وقلن لبعضه اننا نضحك على الصعاليك والحمال ثم وضمن الأكل للصعاليك
نأ كا واثم جلسوا يتنادمون والبوابة تقيهم والمدار السكاس بينهم قال الحمال
للصعاليك يا إخو انناهل معكم حكاية أو نادرة تسلون بها فديت فيهم الحرارة
وطلبوا آلات اللهوة حضرت لهم البوابة دفء وصليا وعودا عراقيا وجنك .
أعجميا فقام الصعاليك واقفين وأخذ واحد منهم الدف وأخذ واحد العود وأخذ واحد
الجنك وضر بوا بها وغنت البنات وصار لهم صوت عال فبينما هم كذلك وإذا بطارق
يطرق الباب فقامت البوابة التنظر من بالباب وكان السبب في دق الباب ان في تلك
الليلة نزل الخليفة هارون الرشيدى لينظر ويسمع ما يتجدد من الاخبار هو وجعفر
وزیره و مسر و رسياف نقمته وكان من عادته أن يتنكر فى صفة التجار فلما نزل تلك
الليلة ومشى فى ومسكته من رقبته وصارت تصكه .
وعملت مثل الأولى وطلعت ورمت نفسها فى حجر الحمال وأشارت الى فرجها وقالت يا نور
عيني ما اسم هذا قال فرجك فقالت أما يقبح عليك هذا الكلام وصكته كفاطن له سائر ما
في القاعة فقال حبك الجسور فقالت له لا والضرب والصك على قفاه فقال لها وما اسمه
فقالت له السمسم المقشور ثم قامت الثالثة وخلعت ثيابها ونزلت تلك البحيرة وفعلت
مثل من قبلها ثم لبست ثيابها والقت نفسها في حجر الحمال وقالت له أيضام اسم هذا و
أشارت الى فرجها فصار يقول لها كذا وكذا الى أن قال لها وهى تضر به و ما اسمه
فقالت خان أبى منصور ثم بعد ساعة قام الحمال ونزع ثيابه ونزل البحيرة وذكره .
ردوا على جفنى النوم الذي سلبا وخبروني بعقلى أية ذهبا .
علمت لما رضيت الحب منزلة أن المنام على جفنى قد غصبا .
قالوا عهدناك من أهل الرشاد فما أغو القات اطلبوا من لحظه السبية
أنى له عن دمى المسفوك معتذر أقول حماته في سفكه تعبا
ألقى بمرآة فكرى شمس صورته عكسها شب فى أحشائى اللهبا
من صاغه الله من ماء الحياة وقد أجري بقيته في ثغره شنبا
ماذا ترى فى محب ما ذكرت له الاشكى اوبكى أوحن أو أطر با
يرى خيالك في الماء الذلال اذا رام الشراب فيروى وهو ما شربا .
وأنشدت أيضا سكرت من لحظه لا من مدامته ومال بالنوم عن عينى تمايله فما السلاف
سلتني بل سوالفه وما الشمول شلتى بل شمائله لوي بعزمى أصداع لوين له وغال عقلى
بما نحوى غلائله.
فلما سمعت الصبية ذلك قالت طيبك الله تم مشقت ثيابها ووقعت على الارض مغشيا عليها
فلما انكشف جسدها رأى الخليفة أثر ضرب المقارع والسياط فتعجب من ذلك غاية العجب
فقامت البوابة ورشت اناء على وجهها وأتت اليها بحلة وألبستها أياها فقال الخليفة
الجعفر أما تنظر الى هذه المرأة وما عليها من أثر الضرب فانا لا اقدر أن أسكت على
هذا وما أستريح الا ان وقفت على حقيقة خبر هذه الصبية وحقيقة خبر هاتين الكلبتين
فقال جعفر يام ولا ناقد شرطوا علينا شرطا وهو ان لا تتكلم فيما لا يعنينا فنسمع
مالا يرضيناثم قامت الدلالة فاخذت العود واسندته الى نهدها وغمزته با ناملها
وأنشدت تقول ان شكونا الهوي فماذا نقول او تلفنا شوقا فماذا السبيل .
أو بعثنا رسلا تترجم عنا ما يؤدى شكوى المحب رسول أو صبرنا فما لنا من بقاء بعد
فقد الاحباب الا قليل ليس الا تأسفا ثم حزنا ودموعا على الخدود تسيل أيها
الغائبون عن لمح عينى وعم في الفؤاد منى حلول هل حفظتم لدى الهويء هد صب ليس عنه
مدى الزمان يحول أم نسيتم على التباعد صبا شفه فيكم الضنى والتحول واذا الحشر
ضمنا أتمنى من لدن وبنا حسابا يطول .
فلما سمعت المرأة الثانية شعر الدلالة شقت ثيابها كما فعات الاولى وصرخت ثم ألقت
نفسها على الارض مغشيها عليها فقامت الدلالة وألبستها حلة ثانيه بعد ان رشت الماء
على وجههاثم قامت المرأة الثالثة وجلست على سرير وقالت للدلالة غنى لى لا فى دينى
فما بقى غير هذا الصوت فاصلحت الدلالة العود وأنشد هذه الابيات .
فالى متى هذا الصدود وذا الجهما فلقد جوى من أدمعى ماقد كنى المدينة جاءت
طريقهم على تلك الدار فسم موا آلات الملاهي فقال الخليفة الجعفراني أريد أن ندخل
هذه الدار ونشاهد صواحب هذه الاصوات فقال جعفر هؤلاء قوم قد دخل السكر فيهم و
نخشى أن يصيبنا منهم شر فقال لا بد من دخولنا وأريد ان تتحيل حتى ندخل عليهم فقال
جعفر سمعا وطاعة ثم تقدم جعفر وطرق الباب فخرجت البوابة وفتحت الباب فقال لها يا
سيدتى نحن تجار من طبرية ولنا في بغداد عشرة أيام ومعنا تجارة ونحن زلون في خان
التجار وعزم علينا تاجر فى هذه الليلة فدخلنا عنده وقدم اناط ما ما فا كلنا ثم
تناد منا عنده ساعة ثم أذن لنا بالانصراف خرجنا بالليل ونحن غرباء فتهنا عن الخان
الذي نحن فيه فنرجوا من مدارمكم ان تدخلو نا هذه الليلة نبيت عندكم ولكم الثواب
فنظرت البوابة اليهم فوجدتهم بهيئة التجار وعليهم الوقار فدخلت لصاحبتيها
وشاورتهما فقالتالها ادخليهم فرجعت وفتحت لهم الباب فقالو اندخل باذنك قالت
ادخلوا فدخل الخليفة وجعفر و مسرورفاه ار أنهم البنات تمن لهم وخد منهم وقانا
مرحبا و أهلا وسهلا باضيا فنا ولنا عليكم شرط أن لا تكلموا فيه الا يعنيكم
فتسمعوا ما لا يرضيكم قالو انهم و بعد ذلك جاسو اللشراب والمنادمة فنظرالخليفة
الى الثلاثة الصعاليك فوجد ؟ عور بالعين الشمال فتعجب منهم ونظر الى البنات وما
هم فيه من الحسن والجمال فتحير وتعجب واستمر.
وا فى المنادمة والحديث واتين للخليفة بشراب فقال أنا حاج وانعزل عنهم
فقامت البوابة وقدمت له سفرة مزركشة ووضعت عليها باطية من الصينى وسكبت فيها ماء
الخلاف وأرخت فيه قطعة من الثلج ومزجته بسكر فشكرها الخليفة وقال في نفسه لا بد
أن أجازيها في غد على فعلها من صنيع الخير ثم اشتغلو المنادمتهم فلما تحكم الشراب
قامت صاحبة البيت وخدمتهم تم أخذت بيد الدلالة وقالت يا أختى قومى بمقتضى ديننا
فقالت لها نعم فعند ذلك قامت البوابة وأطلعت الصعاليك خلف الابواب قدامهن وذلك
بعد أن أخلت وسط القاعة ونادين الحمال وقلن له ما أقل مودتك ما أنت غريب بل أنت
من أهل الدارفة ام الحمال رشد و اوسطه وقال ماتردن قلن قف مكانك ثم قامت الدلالة
وقالت للحمال ساعد في فرأي كابتين من الكلاب السود في رقبتيها جنازير فاخذها
الحمال ودخل بهما إلى وسط القاعة فقامت صاحبة المنزل وشمرت عن معصمها و أخذت سوطا
وقالت للحمال قوم كلبة منهما فجرها فى الخنزير وقدمها والكلبة تبكي وتحرك رأسها
إلى الصبية فتزات الصبية عليها بالضرب على رأسها والكلبة تصرخ ومازالت تضر
بها حتى كات سواعدها فرمت السوط من يدها ثم ضمت الكلبة الى صدره او مسحت دموعها
وقبلت رأسها ثم قالت للحمال ردها وهات الثانية فجاء بها وفعلت بها مثل ما فعلت
بالاولى فعند ذلك اشتغل قلب الخليفة وضاق صدره وغمز جعفرا أن يسألها .
فقال له بالاشارة اسكت ثم التفتت صاحبة البيت للبوابة وقالت لها قومي لقضاء ما
عليك قالت نعم ثم أن صاحبة البيت صعدت على سرير من المرمر مصفح بالذهب والفضة
وقالت للبوابة والدلالة انتيا بما عند كما قام البوابة فانها صعدت على سرير
بجانبها وأما الدلالة فانها دخلت مخدعا وأخرجت منه كيسا من الاطلس باهداب خضر و
وقفت قدام الصبية صاحبة المنزل ونفضت الكيس وأخرجت منه عود او أصلحت أوتاره
وأنشدت هذه الابيات .
بحرمة الود الذي بيننا الذي بيننا لا تقتلى الاول بالآخر .
فلما فرغ الحمال من كلامه ضحكت الصبية وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام
المباح .
( وفي ليلة ( ۱۱ ) قالت بلغنى أيها الملك السعيد أن الصبية لما ضحكت بعد غيظها
أقبلت على الجماعة وقالت الخبر وني بخبركم فما بقى من عمركم الاساعة ولولا أنتم
أعزاء أو أكابر قومكم أو حكام العجلات جزاء كم فقال الخلية ة ويلك يا جعفر عرفها
بنا والاتقتلنا فقال جعفر من بعض ما نستحق فقال له الخليفة لا ينبغى الهزل في وقت
الجد كل منهم له وقت ثم ان الصبية أقبلت على الصعاليك وقالت لهم هل أنتم أخوة
فقالو الهالا والله ما نحن الافقراء الحجام فقالت لواحد منهم هل أنت ولدت أعو
رفقال لا والله وانما جرى لى امر غريب حين تلفت عينى ولهذا الامر حكاية لو كتبت
بالابر على اماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر فسألت الثاني والثالث فقالا لها مثل
الاول ثم قالوا ان كل منا من بلد وان حديثنا عجيب وأمرنا غريب فالتفتت الصبية لهم
وقالت كل واحد منكم يحكى حكايته وما سبب مجيئه الى مكانناثم يملس على رأسه ويروح
الى حال سبيله فاول من تقدم الحمال فقال ياسيدتى انا رجل جمال حملتني هذه الدلالة
واتت بي الى هنا وجرى لى معكم ما جرى وهذا حديثي والسلام فقالت له ملس على رأسك
وروح فقال والله ما أروح حتى اسمع حديث رفقا ، فتقدم الصعلوك الاول وقال
لها ياسيد تی ان سبب حاق ذقنی و تلف عينى ان والدى كان ما كاوله أخ وكان
أخوه ملكا على مدينة أخرى واتفق ان أمى ولدتنى فى اليوم الذي ولد فيه ابن عمى ثم
مضت سنون وأعوام وايام حتى كبرنا وكنت أزور عمى فى بعض السنين و اقعد عنده أشهر
عديدة فزرته مرة فاكر منى ابن عمى غاية الاكرام وذبح لى الاغنام وروق لى المدام
وجلسنا للشراب فلما تحكم الشراب فينا قال ابن عمی یا ابن عمى ان لى عندك حاجة
مهمة وأريد أن لا تخالفني فيما أريد ان أفعله فقلت له حبا وكرامة فاستوثق منى
بالايمان العظام ونهض من وقته وساعته وغاب قليه لاثم عاد وخلفه امرأة مزينة مطيبة
وعليها من الحلل ما يساوى مباغا عظيما فالتفت الى والمرأة خلة ، وقال خذ هذه
المرأة واسبقنى على الجبانة الفلانية ووصفهالی فعرفتها وقال ادخل بها التربة
وانتظرني هناك فلم يمكنى المخالفة ولم أقدر على ردسؤ اله لاجل الذي حلفته فأخذت
المرأة وسرت الى ان دخلت التربة انا واياها فلما استقر بنا الجلوس جاء ابن عمى .
ومعه طاسة فيها ماء وكيس فيه جبس وقدوم ثم انه اخذ القدوم وجاء الى قبر في وسط
التربة ففكه ونقض أحجاره الى ناحية التربة ثم حفر بالقدوم فى الارض حتى كشف عن
طابق قدر الباب الصغير فبان من تحت الطابق مسلم معقود ثم التفت الى المرأة
بالاشارة وقال لها دونك وما تختار بن فنزلت المرأة على ذلك السلم ثم التفت الى
وقال يا ابن عمى تمم المعروف اذا نزلت انا في ذلك الموضع فرد الطابق ورد عليه
التراب كما كان وهذا تمام المعروف وهذا الجبس الذى في الكيس وهذا الماء الذي في
الطاسة اعجن منه الجبس وجبس القبر في دائر الاحجار كما كان أول حتى لا يعرفه أحد
ولا يقول هذا فتح جدید و تطيينه عتيق لان لى سنة كاملة وانا أعمل فيه وما يعلم به
الا الله وهذه حاجتى عندك ثم قال لى لا أوحش الله منك يا ابن عمى ثم نزل على
السلم فلما غاب عني قمت ورددت الطابق و فعلت ما أمرني به حتى .
كم قد أطلت الهجر لى متعمدا ان كان قصدك حاسدى فقد اشتفى.
لو انصف الدهر الخؤون لعاشق ما كان يوم العواذل منصفا .
فلمن أبوح بصبوتى يا قاتلى يا خيبة الشاكي اذا فقد الوفا.
ويزيد وجدى في هواك تلهفا فتى وعدت ولا رايتك مخلفا.
ما مسلمون خذوا بنار متيم ألف الشهادة لديه طرف ما غفا.
ايحل في شرع الغرام تذالي ويكون غيرى بالوصال مشرفا.
ولقد كانت بحبكم متلذذا وغدا عدولي في الهوى فتكلها.
فلما سمعت المرأة الثالثة قصيدتها صرخت وشقت ثيابها وألقت نفسها على الأرض
مغشيا عليها فلما انکشف جسدها ظهر فيه ضرب المقارع مثل من قبلها فقال الصعاليك
ليتنا مادخلنا هذه الدار وكنا بتنا على السكيمان فقد تكدره بيتنا هنا بشيء يقطع
الصاب فالتفت الخليفة اليهم وقال لهم لم ذلك قالواقد اشتغل سرنا بهذا الامر
فقال الخليفة اما انتم من هذا البيت قالو الا ولا ظننا هذا الموضع الا للرجل
الذي عندكم فقال الحمال والله ما رأيت هذا الموضع الا هذه الليله وليتنى بت على
الكيمان ولم أبت فيه فقال الجميع نحن سبعة رجال وهن ثلاث نسوة وليس لهن رابعة
فنسألهن عن حالهن فان لم يجبننا طوعا أجبننا كرها واتفق الجميع على ذلك فقال
جعفر ما هذا رأى سدید دعوهن فنحن ضيوف عندهن وقد شرطان علينا شر طاف و في به
ولم يبق من الليل الا القليل وكل منا يمضى الى حال سبيله ثم انه غمز الخليفة
وقال ما بقى غير ساعة وفى غد تحضر هن بين يديك فتسألهن عن قصتهن فابي الخليفة
وقال لم يبق لى صبر عن خبر هن وقد كثر بينهن القيل والقال ثم قالوا و من يسألهن
فقال بعضهم الحمال ثم قال لهم النساء يا جماعة في أي شىء تتكلمون فقام الحمال
لصاحبة البيت وقال لها ياسيدتي سألتك بالله واقسم عليك به ان تخبر ينا عن
حال الكابتين وأي سببت.
اقبينهما ثم تعودين تبكين وتقبلينهما و أن تخبر ينا عن سبب ضرب أختك بالمقارع
وهذا سؤالنا والسلام فقالت صاحبة المكان للجماعة صحيح ما يقوله عنكم فقال
الجميع نعم الاجعفر فانه سكت فلما سمعت الصبية كلامهم قالت والله لقد آذيتمونا
يا ضيوفنا الأذية البالغة وتقدم لنا انناشر طنا عليكم ان من تكلم فيما لا يعنيه
سمع مالا يرضيه أما كفا اننا أدخلنا كم منزلنا وأطعمنا كم زادنا ولكن لا ذنب
لكم وانما الذنب لمن أوصلكم اليناثم شمرت عن معه مها وضربت الأرض ثلاث ضربات
وقالت عجلوا واذا بباب خزانة قدفتح وخرج منه سبعة عبيد و بايديهم سيوف مسلولة
وقالت كتفوا هؤلاء الذين كثر كلامهم وأربطوا بعضهم ببعض ففعلوا وقالوا أيتها
المخدرة ائذني لنا في ضرب رقابهم فقالت امهلوهم ساعة حتى أسألهم عن حالهم قبل
ضرب رقابهم فقال الحمال بالله ياسيدتي لا تقتليني بذنب الغير فان الجميع
أخطؤوا ودخلوا في الذنب الا انا والله لقد كانت ليا تناطيبة لوسلمنا من
هؤلاء الصعاليك الذين لو دخلوا مدينة عامرة لاخر بوها ثم انشد يقول .
ما أحسن الغفران من قادر لاسيما عن غير ذي ناصر.
جعلتكموا درعا حصينا لتمنعوا مهام المداعنى فكنتم نصالها وكنت أرجى عند كل ملمة
تخص يمينى ان تكون شمالها دعوا قصة العذال عنى بمعزل وخلوا العدا ترمى الى نبالها
اذا لم تقوا نفسى مكايدة العدا فكونوا سكوتا لا عليها ولا لها .
وأنشدت ايضا هذه الابيات.
واخوان اتخذتهم دروعا فكانوها ولكن للاعادى وخاتهم سهاما صائبات فكانوا ولكن في
فؤادي وقالوا قد صنفت منا قلوب لقد صدقوا ولكن عن ودادى وقالوا قد سعينا كل لقد
صدقوا ولكن في فسادى .
قلما سمع السياف شعرى وكان سياف أبى ولى عليه احسان قال ياسيدى كيف أفعل وأنا عبد
مأمور ثم قال لى فز بعمرك ولا تعد الى هذه الارض فتهلك وتهلكني معك كما قال
الشاعر.
ونفسك فزبها ان خفت ضيما وخل الدار تنعى من بناها فانك واجد أرضا بأرض ونفسك لم
تجد نفسا سواها عجبت لمن يعيش بدار ذل وأرض الله واسعة
فلاها ومن كانت منيته بأرض فليس يموت فى أرض سواها وما غلظت رقاب
الاسد حتى با نفسها تولت ما عناها .
فلما قال لى ذلك قبلت يديه وما صدقت بالنجاة حتى فررت وهان على تلف عيني بنجاتى
من القتل وسافرت حتى وصلت الى مدينة عمى فدخلت عليه واعلمته بما جرى لوالدى و بما
جرى لى من تلف عينى فبكى بكاء شديد او قال لقد زدتني هما علی همی و غما علی غمی
فان ابن عمك قد فقد منذ أيام ولم أعلم بما جرى له ولم يخبرني أحمد بخبره و بكى
حتى اغمى عليه فلما استفاق قال يا ولدى قد حزنت على ابن عمك حزنا شديداً وأنت
زدتني بما حصل لك ولا بيك فما على غمى ولكن ياولدى بعينك ولا بروحك ثم أنه لم
يمكنى السكوت عن ابن عمى الذى هو ولده فاعلمته بالذى جرى له كله ففرح عمى بما
قلته له فرحا شدید اعند سماع خبر ابنه وقال أرنى التربة فقلت والله ياعمى لم أعرف
مكانها لانى رجعت بعد ذلك مرات لا فتش عليها فلم أعرف مكانها ثم ذهبت أنا و عمى
الى الجبانة ونظرت يمينا وشمالا فعرفتها ففرحت أنا و عمى فرحا شديد او دخلت انا
واياه التربة وأز حنا التراب ورفعنا الطابق ونزلت أنا و عمى مقدار خمسين درجة
فلما وصلنا إلى آخر السلم واذا بدخان عام علينا فعشى أبصارنا فقال عمى الكلمة
التي لا يخاف قائا ها وهى لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ثم مشينا واذا
نحن بقاعة ممتلئة دقيقا و حبوبا وماكولات وغير ذلك ورأينا في وسط القاعة ستارة
مسئولة على سرير فنظر عمى الى السرير فوجد ابنه هو والمرأة التى قد نزلت .
مه صار الحما أسودوها متعانقان كانهما القيافى جب نار فلما نظر عمى ذلك بصق في
وجهه وقال تستحق يا خبيث فهذا عذاب الدنيا و بقى صار القبر كما كان ثم رجعت الى
قصر عمى وكان عمى فى الصيد و القنص فنمت تلك الليلة فلما أصبح.
الصباح تذكرت الليلة الماضية وما جرى فيها بيني و بين ابن عمی و ندمت على ما فعلت
معه حيث لا ينفع الندم . وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ( وفي ليلة
۱۲ ) قالت بلغنى ايها الملك السعيدان الصعلوك قال للصبية ثم خرجت الى المقابر
وفتشت على التربة فلم أعرفها ولم أزل أفتش حتى أقبل الليل ولم أهتد اليها فرجعت
إلى القصر لم آكل ولم أشرب وقد اشتغل خاطرى بابن عمى من حيث لا اعلم له حالا
فاغتممت غما شديدا و بت ليلتي مغموما الى الصباح فجئت ثانيا إلى الجبانة وانا
اتفكر فيما فعله ابن عمى و ندمت على سماعى منه وقد فتشت في الترب جميعا فلم أعرف
تلك التربة ولازمت التفتيش سبعة أيام فلم أعرف له طريقا فزاد بى الوسواس حتى كدت
أن أجن فلم أجد فرجاد وز أن سافرت و رجعت الى أبي فساعة وصولى الى مدينة أبى نهض
الى جماعة من باب المدينة وكتفونى فتعجبت كل العجب لاني ابن سلطان المدينة وهم
خدم ابي وغلماني ولحقنى منهم خوف زائد فقلت في نفسي ياترى ما جري على والدى وصرت
أسأل الذين كتفونى عن سبب ذلك فلم يردوا على جواباثم بعد حين قال لى بعضهم
وكان خادم اعندي إن أباك قد غدر به الزمان وخانته العساكر وقتله الوزير ونحن
نترقب وقوعك فاخذوني وأنا غائب عن الدنيا بسبب هذه الاخبار التي سمعتها عن أبى
فلما تمثلت بين يدى الوزير الذى قتل أبي وكان بينى و بينه .
عداوة قديمة وسبب تلك العداوة أني كنت مولعا بضرب البندق فاتفق أني كنت واقفا
يوما من الايام على سطح قصر واذا بطائر نزل على سطح قصر الوزير وكان واقفا هناك
فاردت أن اضرب الطير واذا بالبندقة أخطأت وأصابت عين الوزير فاتلفتها بالقضاء
والقد كما قال الشاعر .
دع الاقدار تفعل ما تشاء وطب نفسا بما فعل القضاء ولا تفرح ولا تحزن بشيء فإن
الشيء ليس له بقاء وكما قال الآخر مشينا خطا كتبت علينا كتبت عليه خطا
مشاها ومن كانت منيته بأرض فليس يموت فى أرض
سواها ثم قال ذلك الصعلوك فاما اتلفت عين الوزير لم يقدر أن يتكلم لان والدي
كان ملك المدينة فهذا سبب العداوة التي بيني و بينه فلما وقفت قدامه وأنا مكتف
أمر بضرب عنقى فقلت اتقتانی بغیر ذنب فقال أى ذنب أعظم من هذا و أشار إلى عينه
المتلفة فقلت له فعلت ذلك خطأ فقال ان كنت فعلته خطأ فانا أفعله بك عمد اثم قال
قدموه بيزيدي فقد مونى بين يديه فحمد أصبعه في عينى الشمال فتلفها فصرت من ذلك
الوقت أعو ر كما ترونى ثم كتفى ووضعتى فى صندوق وقال للسياف تسلم هذا واشهر حسامك
وخذه واذهب به الى خارج المدينة واقتله ودعه للوحوش تا کنه فذهب بي السياف وسار
حتى خرج من المدينة واخرجى من الصندوق و أنا مكتوف اليدين مقيد الرجلين وأراد أن
يغمى عینی و يقتاني فبكيت وأنشدت هذه الابيات.
واجتهدت في سائر العلوم حتى فقت أهل زماني فعظم حظى عند سائر الكتبة وشاع ذكرى فى
سائر الاقاليم والبلدان وشاع خبري عند أو الملوك فسمع بي ملك الهند فارسل يطلبني
من أبى وأرسل اليه هدايا وتحف اتصلح للملوك فجه زنى أبى فى ست مراكب وسرنا في
البحر مدة شهر كامل حتى وصلنا الى البر وأخر جنا خيلا كانت معنا فى المركب وحملنا
عشرة جمال هدايا ومشينا قليلا واذا بغبار قد علا وثار حتى سد الاقطار واستمر ساعة
من النهار ثم انكشف فبان من تحته ستون فارسا و هم ليوث عو ابس فتأملناهم واذا هم
عرب قطاع طريق فلما رأونا ونحن نفر قليل ومعنا عشرة أحمال هدايا لملك الهندر محوا
علينا وشرعوا الرماح بين أيديهم نحونا فأشرنا اليهم بالاصابع وقلنا لهم نحن رسل
الى ملك الهند المعظم فلا تؤذونا فقالوا نحن لسنا فى أرضه ولا تحت حكمه ثم أنهم
قتلوا بعض الغلمان وهرب الباقون وهربت أنا بعد أن جرحت جرحا بليغا واشتغات عنا
العرب بالمال والهدايا التي كانت معنا فصرت لا أدرى أين أذهب وكنت عزيز ا فصرت
ذليلا وسرت الى أن أتيت رأس الجبل فدخلت غارة حتى طلع النهار ثم سرت منها حتى
وصلت الى مدينة عامرة بالخير قد ولى عنها الشتاء ببرده وأقبل عليها الربيع
ابو رده ففرحت بوصولى اليها وقد تعبت من المشى وعلاني الهم والاصفرار فتغيرت
حالتي ولا أدرى أين أسلك فبلت الى خياط في دكان و سلامت عليه فرد على السلام ورحب
بي و باسطنى وسألني عن سبب غربتى فاخبرته بما جرى لى من أوله إلى آخره فاغتم لا
جلى وقل يافتى لا تظهر ما عندك فإني أخاف عليك.
من ملك هذه المدينة لانه أكبر أعداء أبيك وله عنده ثارثم أحضر لي ما كولا
ومشر وبافا كات وأكل معى وتحادثت معه في الليل واخلى لى محلا في جانب حانوته
وأتاني بما احتاج اليه من فراش وغطاء فاقمت عنده ثلاثة أيام ثم قال لى أما تعرف
صنعه تكتسب بها فقاتله أني فقيه طالب علم كاتب حاسب فقال ان صنعتك في بلادنا
كاسدة وليس في مدينتنا من يعرف علما ولا كتابة غير المال فقات والله لا أدرى شيئا
غير الذي ذكرته لك فقال شد وسطك وخذ فأسا وحبلا واحتطب فى البرية حطبا تتقوت به
الى أن يفرج الله عنك ولا تعرف أحدا بنفسك فيقتلوك تم اشتري لي فأسا و حبلا
وارسلني مع بعض الحطابين وأوصاهم على فخرجت معهم واحتطبت فاتيت بحمل على رأسى
فبعته بنصف دينار فاكات ببعضه وأبقيت بعضه ردمت على هذا الحال مدة سنة ثم بعد
السنة ذهت يوما على عادتى الى البرية لاحتطب منها.
ودخلتها فوجدتها فيها خميلة أشجار فيها حطب كثير فد خلت الخميلة واتيت شجرة وحفرت
حولها و أزات انتراب عن جدارها فاصطكت الفاس في حلقة نحاس فنظفت التراب واذا هي
في طابق من خشب فكشفته فبان تحته سلم فنزلت الى أسفل السلم فرأيت بابا فدخلته
فرأيت قصر الحكم البنيان فوجدت فيه صبية كالدرة السنية تنفى عن القلب كل هم وغم
وبلية فلما نظرت اليها سجدت لخالقها لما أبدع فيها من الحسن والجمال فنظرت الى
وقالت لى أنت اني أم جنى فقلت لها انی فقالت ومن أوصلك الى هذا المكان الذى لى
فيه خمسة وعشرون سنة ما رأيت فيه انسيا أبدا فلما سمعت كلامها وجدت له عذوبة وقلت
لها يا سيدتى أوصلنى الله الى منزلك ولعله يزيل همي عذاب الآخرة وهو أشد
وأبقى وأدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ( وفي ليلة ١٣ ) قالت بلغنى
أيها الملك السعيد أن الصعلوك قال للصبية والجماعة والخليفة وجعفر يستمعون الكلام
ثم أن عمى ضرب ولده بالنعال وهو راقد كالفحم الاسود فتعجبت من ضربه وحزنت على ابن
عمى حيث صار هو والصبية فيما أسود ثم قات بالله يا عمى خفف الحم عن قلبك فقد
اشتغل سرى وخاطرى بما قد جرى لولدك وكيف صار هو والصبية فما أسود اما يكفيك ما هو
فيه حتى تضر به بالنعال فقال يا ابن أخي أن ولدى هذا كان من صغره مولعا بحب أخته
وكنت أنها د عنها وأقول في نفسى أنهما صغيران فلما كبر أوقع بينهما القبيح وسمعت
بذلك ولم أصدق ولكن زجرته زجرا بليغا وقلت له احذر من هذه الفعال القبيحة التي لم
يفعلها أحد قبلك ولا يفعلها أحد بعدك والا نبقى بين الملوك بالعار والنقصان الى
الممات وتشيع أخبار نامع الركبان واياك أن تصدر منك هذه الفعال فاني أسخط عليك
واقتلك ثم حجبته عنها وحجبتها عنه وكانت الخبيئة تحبه محبة عظيمة وقد تمكن
الشيطان منها فلمار آبی حجبته فعل هذا المكان الذي تحت الارض خفية ونقل فيه
الماكول کما تراه واستغفلتى لما خرجت الى الصيد وأتى الى هذا المكان فغار عليه
وعليها الحق سبحانه وتعالى واحرقهما ولعذاب الآخرة أشد وابقى ثم بكى وبكيت معه
وقال لى أنت ولدى عوضا عنه ثم أنى تفكرت.
ساعة في الدنيا وحوادثها من قتل الوزير لوالدي وأخذ مكانه وتلف عينى وما جرى لابن
عمى من الحوادث الغريبة فبكيت ثم أننا صعدنا ورددنا الطابق والتراب وعملنا القبر
كما كان ثم رجعنا الى منزلنا فلم يستقر بيننا الجلوس حتى سمعنادق طبول و بوقات و
رمحت الابطال وامتلات الدنيا بالعجاج والغبار من حوافر الخيل فارت عقولنا ولم
نعرف الخبر فسأل الملك عن الخبر فقيل أن وزير أخيك قتله وجمع العسكر والجنود وجاء
بعسكره ليهجموا على المدينة في غفلة وأهل المدينة لم يكن لهم طاقة بهم فسلموا
اليه فقلت في نفسى متى وقعت أنا في يده قتلنى وتراكمت الاحزان وتذكرت الحوادث
التي حدثت لا بي وأمى ولم أعرف كيف العمل فإن ظهرت عرفني أهل المدينة وعسكر أبى
فيسعون في قتلى وهلا كي فلم أجد شيئا أنجو به الاحلق ذقنى فحلقتها وغيرت ثيابي
وخرجت من المدينة وقصدت هذه المدينة والسلام لعل أحد ا يوصلنى إلى أمير المؤمنين
وخليفة رب العالمين حتى أحكى.
له قصتى وما جرى لى فوصلت الى هذه المدينة في هذه الليلة فوقفت حائرا ولم أدر اين
امضى واذا بهذا الصعلوك واقف فسلمت عليه وقلت له أنا غريب فقال وأنا غريب أيضا
فبينما نحن كذلك واذا برفيقنا هذا الثالث جاء نا وسلم علينا وقال أنا غريب
فقلناله ونحن غريبان فمشينا وقد هجم علينا الظلام فساقنا القدر اليكم وهذا سبب
حلق ذقنى وتلف عينى فقات الصبية ملس على رأسك ورح فقال لها لا أروح حتى أسمع خبر
غيرى فتعجبوا من حديثه فقال الخليفة الجعفر و الله أنا مارأيت مثل الذي جري لهذا
الصعلوك ثم تقدم الصعلوك الثاني وقبل الارض وقال ياسيدتي أنا ما ولدت أعور
وانمالي حكاية عجيبة لو كتبت بالا بر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر فان
املك بن ملك وقرأت القرآن على سبع روايات وقرأت المكتب على أربابها من مشايخ
العلم وقرأت علم النجوم وكلام الشعراء معها وأتت كر ممسك وسقتنى ثم قدمت لي
مأكولانا كلنا وتحاد ثنائم قالت لى نم واسترح فانك تعبان غنمت ياسيدتى وقد نسيت
ما جرى لى وشكرتها فاما استيقظت وجدتها تكبس رجلى فدعوت لما وجلسنا نتحادث ساعة
ثم قالت والله أنى كنت ضيقة الصدر وأنا تحت الارض وحدى ولم أجد من يحدثنى خمسة
وعشرين - منة فالحمد لله الذى أرسلك الى ثم أنشدت .
لو علمنا مجيئكم لفرشنا مهجة القلب أوسواد العيون وفرشنا خدودنا والتقينا ليكون
المسير فوق الجفون .
فلما سمحت شعرها شكرتها وقد تمكنت محبتها في قلبي وذهب عنى همي وغمي ثم جلسنا في
منادمة إلى الليل فيت معها ليلة مارأيت مثلها فى عمرى وأصبحنا مسرورين فقلت لها
هل أطلعك من تحت الارض واريحك من هذا الجنى فضحكت وقالت اقنع واسكت ففي كل عشرة
أيام يوم للعفريت وتسعة لك فقات وقد غلب على الغرام فانا في هذه الساعة اكسر هذه
القبة النى عليها النقش المكتوب لعل العفريت يجىء حتى أقتله فانى موعود بقتل
العفاريت فلما سمعت كلامي أنشدت تقول .
طالبا للفراق مهلا بحيلة قد كفى اشتياق اصبر فطيم الزمان غدر وآخر الصحبة الفراق
.
فلما سمعت شعره الم التفت لكلامها بل رفست القبة رفسا قو يا وأدرك شهر زاد
الصباح فسكتت عن
الكلام المباح ( ففى ليلة ١٤ ) قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الصعلوك الثاني
قال العصبية ياسيدتي لما رفست
القبة رفساة و يا قالت لى المرأد أن العفريت قد وصل الينا أما حذرتك من هذا
والله لقد آذيتني واسكن انج بنفسك واطلع من المكان الذي جئت منه فمن شدة خوفى
نسيت نعلى وفاسي فلما طلعت درجتين التفت لأنظر هم افرأيت الارض قد انشقت وطلع
منها عذريتذر منظر بشع وقال ما هذه الزعجة التى أرعشتنى بها فما مصيبتك فقالت
ما أصابني شيء غير أن صدري ضاق فاردت أن اشرب شرا با يشرح صدری فنهضت لا قضى
أشغالى فوقعت على القبة فقال لها العفريت تكذبين يا فاجره ونظر في القصر يمينا
وشمالا فرأي النعل والناس فقال لها ما هذه الامتاع الانس من جاء اليك فقالت ما
نظرتهما الا في هذه الساعة ولعل ما تعاقا. .ك فقال العفريت هذا كلام محال لا
ينطلي على يا ماهرة ثم أنه أعراها رصابها بين أربعة أوتاد وجعل يعاقبها و
يقررها بما كان فلم يهن على أن أسمع بكاءها فطلعت من السلم مذعو را من الخوف
فاما وصلت الى أعلى الموضع رددت الطابق كما كان وسترته بالتراب وندمت على
مافعات غاية الندم وتذكرت الصبية وحسنها وكيف يعاقبها هذا الملعون وهى لها معه
خمسة وعشرون سنة وما عاقبها الا بسبي وتذكرت أبي ومما سكته وكيف صرت.
حطابا فقات هذا البيت اذا ما أتاك الدهر يوما بنكبة فيوم ترى يسرا ويوم تري
عسرا ثم مشيت إلى أن أتيت رفيقى الخياط فلة ته من أجلى على مقالى النار وه ولى
في الانتظار فقال انى واذا هي في طابق من خشب فكشفت فبان تحته سلم ).
وغمى وحكيت لها ما جرى لى من الأول الى الآخر فصعب عليها حالي وبكت وقالت انا
الاخرى أعلمك بقصتى فاعلم أنى بنت ملك أقصي الهند صاحب جزيرة الآبنوس وكان قد
زوجنى بابن همی فاختطفنى ليلة زفافي عفريت اسمه جرجريس بن رجموس بن ابليس فطار بي
الى هذا المكان ونقل فيه كل ما أحتاج اليه من الحلى والحلل والقماش والمتاع
والطعام والشراب في كل عشرة أيام يجيئنى مرة فيبيت هناليلة وعاهدنى اذا عرضت لى
حاجة ليلا أو نهارا أن المس بيدى هذين السطرين المكتوبين على القبة فما أرفع يدي
حتى أراه عندى ومنذ كان عندى له اليوم أربعة أيام و بقى له ستة أيام حتى يأتى فهل
لك أن تقيم عندى خمسة أيام ثم تنصرف قبل مجيئه بيوم فقلت
نعم ففرحت ثم نهضت على أقدامها وأخذت بيدى و ادخلتنى من باب مقنطر
وانتهت بي الى حمام لطيف ظريف فلما رأيته خلعت ثيابی و خلعت ثيابها ودخلت فجلست
على مرتبة وأجلستنى في عافية فتمن على أي ضرر ففرحت يا سيدتى غاية الفرح و
طمعت فى العفريت وقلت له وما أتمناه عليك قال أمن على أى صورة أسحرك فيها أماصورة
كلب وأما صورة حمار و أما صورة قرد فقاتله وقد طمعت أنه يعفو عنى والله ان عفوت
عنى يعفو الله عنك بعفو ك عن رجل مسلم لم يؤذيك وتضرعت اليه غاية التضرع وبقيت
بين يديه وقلت له أنا مظلوم فقال لى لا تطل على الكلام أما القتل فلا تخف منه
وأما العفو عنك فلا تطمع فيه وأما سحرك فلا بد منه ثم شق الارض وطار بي الى الجو
حتى نظرت الى الدنيا تحتى كانها قصعة ماء ثم حطنى.
على جبل وأخذ قليلا من التراب وهمهم عليه وتكلم و رشنى وقال اخرج من هذه
الصورة الى صورة قرد فمن ذلك الوقت صرت قردا ابن مائة سنة فلما رأيت نفسي في هذه
الصورة القبيحة بكيت على روحى وصبرت على جو رالزمان و علمت ان الزمان ليس لا حد و
انحدرت من أعلى الجبل الى أسفله وسافرت مدة شهر ثم ذهبت الى شاطىء البحر المالح
فوقفت ساعة واذا انا بمركب في وسط البحر قد طاب ريحها وهى قاصدة البر فاختفيت خلف
صخرة على جانب البحر وسرت الى أن أتيت وسط المركب فقال واحد منهم اخر جواهذا
المشؤم من المركب وقال واحد منهم نقتله وقال آخر أقتله بهذا السيف فامسكت طرف
السيف و بكيت وسالت دموعى فحن على الريس وقال لهم يا تجاران هذا القرد استجار بي
وقد أجرته وهو فى جوارى فلا أحد يعرض له ولا يشوش عليه ثم ان الريس صار يحسن الى
ومهما تكلم به أفهمه واقضي حوائجه كلها واخدمه المركب وقد طاب لها الريح مدة
خمسين يوما فرسينا على مدينة عظيمة وفيها عالم كثير لا يحصى عددهم الا الله تعالى
فساعة وصولنا أوقفنا مركبنا فجاء تنامماليك من طرف ملك المدينة فنزلوا المركب
وهنوا التجار بالسلامة وقالوا ان ملكنايهنيكم بالسلامة وقد أرسل اليكم هذا الدرج
الورق وقال كل واحد يكتب فيه سطر ا فقمت وأنا فى صورة القمرد وخطفت الدرج من
أيديهم فخافوا انى أقطعه وأرميه في الماء فنهر ونى وأراد و اقتلى فأشرت لهم أنى
أكتب فقال لهم الريس دعوه يكتب فان لخبط الكتابة طرد ناه: اوان أحسنها اتخدته
ولدافاني ما رأيت قردا أفهم منه ثم أخذ القلم واستمديت الحبر وكتبت سطرا بقلم
الرقاع ورقت هذا الشعر .
لقد كتب الدهر فضل الكرام وفضلك للآن لا يحسب فلا أيتم الله منك الورى لانك للفضل
نعم الأب .
وكتبت بقلم الثلث هذين البيتين)
وما من كاتب الاسيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك فى
القيامة ان تراه ( وكتبت تحته بقلم المشق هذين البيتين ).
اذا فتحت دواة العز والنعم فاجعل مدادك من جود ومن كرم واكتب بخير اذا ما كنت
مقتدرا بذاك شرفت فضلا نسبة القلم ثم ناولتهم ذلك الدرج الورق فطلعوا به الى
الملك فاما تأمل الملك ما في ذلك الدرج لم يعجبه بت البارحه وقابي عندك
وخفت عليك من وحش أو غيره والحمد لله على سلامتك فشكرته على شفقته على ودخلت
خلوتى وجعلت أتفكر فيما جرى لى والوم نفسي على رفسى هذه القبة وإذا بصديقي
الخياط دخل على وقال لى في الدكان شخص أعجمي يطلبك ومعه فاسك ونعلك قد جاء بهما
الى الخياطين وقال لهم انى خرجت وقت آذان المؤذن لاجل صلاه الفجر فعثرت بهم
اولم أعلم لمن هما فدلوني على صاحبها فدله الخياطون عليك وها هو قاعد في دكانى
فاخرج اليه واشكره وخذ فاسك ونعلك فلها سمعت هذا الكلام أصفر لوني وتغير حالى
فبينما أنا كذلك واذا بارض محلى قد انشقت وطلع منها الاعجمي واذا هو العنمريت
وقد كان عاقب الصبية غاية العقاب فلم تقرله بشيء فأخذ الفاس والنعل وقال لها ان
كنت جرجريس من ذرية ابليس فانا أجىء بصاحب هذا الفاس والنعل ثم جاء بهذه الحيلة
الى الخياطين ودخل على ولم يمهلنى بل اختطفنى وطار وعلا بی ونزل بي وغاص في
الارض وأنا لا أعلم بنفسى ثم طلع بي القصر .
الذي كنت فيه فرأيت الصبية عريانة والدم يسيل من جوانبها فقطرت عيناى بالدموع
فأخذها العفريت وقال لما يا عاهرة هذا عشيقك فنظرت الى وقالت له لا أعرفه ولا
رأيته الا فى هذه الساعة فقال لها العفريت اهذه العقوبة ولم تقرى فقالت ما
رأيته عمرى وما يحل من الله أن اكذب عليه فقال لها العفريت ان كنت لا تعرفينه
فخذي هذا السيف واضر بي عنقه فاخذت السيف وجاءتني و وقفت على رأسى فأشرت
لها بحاجي ودمعى بجري على وجنتى فنهضت وغمزتني وقالت أنت الذى فعات بنا هذا كله
فاشرت لها ان هذا وقت العفو ولسان حالى يقول .
يترجم طرفى عن لساني لتعلموا ويبدوا لكم ما كان صدرى يكتم ولما التقينا والدموع
سواجم خرمت وطرفى بالهوى يتكلم تشير لنا عما تقول بطرفها وارمى اليها بالبنان
فتفهم حواجبنا تقضى الحوائج بيننا فنحن سكوت والهوى يتكلم .
فلما فهمت الصبية أشارتى رمت السيف مزيدها ياسيدتى فناولني العفريت السيف وقال لي
اضرب عنقها و أنا اطلقك ولا أنكد عليك فقات نعم وأخذت السيف وتقدمت بنشاط ورفعت
يدى فقالت لى بحاجبها أنا ما قصرت في حقك فهمات عيناى بالدموع ورميت السيف من يدى
وقلت أيها العفريت الشديد والبطل الصنديد اذا كانت امرأة ناقصة عقل ودين لم تستحل
ضرب عنقى فكيف يحل لى ان اضرب عنقها ولم أرد ا عمرى فلا أفعل ذلك أبدا ولوسقيت من
الموت كاس الردى فقال العفريت أنتما بينكما مودة أخذ السيف وضرب يدا الصبية
فقطعها ثم ضرب الثانية فقطعها ثم قطع رجلها اليمنى ثم قطع رجلها اليسرى حتى قطع
أرباعها بار بع ضربات وأنا أنظر بعيني فايقنت بالموت ثم أشارت الى بعينيها فرآها
العفريت فقال لها قد زنيت بعينك ثم ضر بها فقداع رأسها والتفت الى وقال يا أنسى
نحن في شرعنا اذاز نت الزوجة يحل لنا قتلها وهذه الصبية اختطفتها ليلة عرسها وهى
بنت اثنتى عشرة سنة ولم تعرف أحدا غيرى وكنت أجيئها في كل عشرة أيام ليلة واحدة
في زى رجل أعجمي فلما تحققت انها خانتني قتلتها و أما أنت فلم أتحقق انك خنتني
فيها ولكن لا بداني أما أخليك ( وفي ليلة ١٥) قالت بلغنى ايها الملك السعيد
ان الصعلوك قال للصبية ياسيدتي.
ثم ان بنت الملك أخذت بيده اسكينا مكتوبا عليها اسماء عبرانية وخطت بها
دائرة فى وسط وكتبت فيها اسماء وطلاسم وعزمت بكلام وقرأت كلام الا يفهم فبعد ساعة
أظلمت علينا جهات القصر حتى ظننا ان الدنيا قد انطبقت علينا واذا بالعفريت قد
تدلى علينا فى أقبح صنة بايد كالمداري ورجلين كالصواري وعينين كمعلمين يوقد ان
نارا ففز عنا منه فقالت بنت الملك لا اهلا بك ولا سهلا فقال العفريت وهو فى صورة
أسد يا خائنة كيف خنت اليمين اما تحالفنا على انه لا يتعرض احد للآخر فقالت له
يالعين ومن أين لك يمين فقال العفريت خذى ما جاء ك ثم انقلب أسدا وفتح فاه و هجم
على الصبية فاسرعت وأخذت شعرة من شعرها ییدها و همهمت بشفتيها فصارت الشعرة سيفا
ماضيا وضربت ذلك الاسد نصفين فصارت رأسه عقر با وانقلبت الصبية حية عظيمة وهمهمت
على هذا اللعيز وهو فى صفة عقرب فتقا تلاقتا لا شديد اثم انقلب العقرب عقابا
فانقلبت الحية نسرا وصارت وراء العقاب واستمر ساعة زمانية ثم انقلب العقاب قطا
اسود فانقلبت الصبية ذئبا فتشاحنا في القصر ساعة زمانية وتقاتلا قتالا شديد افرأي
القط نفسه مغلو با فانقلب وصار رمانة حمراء كبيرة ووقعت تلك الرمانة في بركة
فقصدها الذئب فارتفعت فى الهواء ووقعت على بلاط القصر فانكسرت وانتثر الحب كل حبة
وحدها وامتلأت أرض القدم مرحبا فا نقلب ذلك الذئب دير لاجل ان يلتقط ذلك
الحب حتى لا يترك منه حبة في الامر المقدر تدارت حبة فى جانب الفسقية فصار الديك
يصيح ويرفرف باجحته ويشير الينا ؟ قاره ونحن لا نفهم ما يقول ثم صرخ علي نا صرخة
تخيل لنا منها ان القصر قدا نقلب علينا ودار في أرض القصركاتها حتى رأى الحبة
الذى تدارت في جانب الفسقية فانقض عليها ايلتقطها واذا بالحبة سقطت في الماء
فانقلب الديك حوتا كبيرا ونزل خلفها وغاب ساعة واذا بنا قدس معناصر اخا عاليا فار
تجهنا فبعد ذلك طلع العفريت وهو شعلة نار فالقى من فمه نارا ومن عينيه ومنخريه
نار اودخانا وانقلبت الصبية لجة نارفارد نا أن نغطس في ذلك الماء خوفا على أنفسنا
من الحريق والهلاك فما نشعر الا والعفريت قد صرخ من تحت النيران وصار عندنا في
الليوان و نفخ في وجوهنا بالنار فاحقته الصبية ونة يخت فى وجهه بالنار أيضا فاصا
بذا الشهر رمنها ومنه فاما شررها فلم يؤذينا و أما شرره .
فاحتنى منه شرارة فى عينى فاتلفتها وانا في صورة القرد و لحق الملك شرارة منه في
وجهه فأحرقت نصفه التحتاني بذقنه وحنكه و وقعت أسنانه التحتانية ووقعت شرارة في
صدر الطواشي فاحترق ومات من وقته وساعته فايقنا بالهلاك وقطعنار جائنا من الحياة
فبينما نحن كذلك واذا بقائل يقول الله أكبر الله أكبر قد فتح ربى ونصر وخذل من
كفر بدين محمد سيد البشر واذا بالقائل بنت الملك قد احضرت العفريت فنظرنا اليه
فرأيناه قد صار كوم رماد ثم جاءت الصبية الينا وقالت الحقونى بطاسة ماء
فجاؤا بها اليها فتكلمت عليها بكلام لا تفهمه ثم رشتنى بالماء وقالت اخلص بحق
الحق وبحق اسم الله الاعظم الى صورتك الاولى فصرت بشرا كما كنت أولا ولكن تلفت
عينى فقالت الصبية النار النار يا والذى ثم انها لم تزل تستغيث من النار واذا بشر
را سود قد طلع خط أحد الاخطى فقال لاصحابه توجهوا الى صاحب هذا الخط والبسوه
هذه الحلة وأركبوه بغلة وعاتوه بالنوبة وأحضر وه بين يدى فلما سمعوا كلام الملك
تبسم و افغضب منهم ثم قال كيف آمركم بأمر فتضحكون على فقالوا أيها الملك ما نضحك
على كلامك بل الذي كتب هذا الخط قرد وليس هو آدميا و هو مع ريس المركب فتعجب
الملك من كلامهم واهتز من الطرب وقال أريد ان اشترى هذا القرد ثم بعث رسلا الى
المركب ومعهم البغلة والحلة وقال لا بد أن تلبسوه هذه الحلة وتركبوه البغلة
وتأتوا به فساروا إلى المركب.
وأخذونى من الريس والبسونى الحلة فاندهش الخلائق وصاروا يتفرجون على فلما
طاء وابى الى الملك ورأيته قبلت الارض بين يديه ثلاث مرات فامرني بالجلوس فجلست
على ركبتي فتعجب الحاضرون من أدبى وكان الملك أكثر هم تعجباثم ان الملك أمر الخلق
بالانصراف فانصرفوا ولم يبق الا الملك والطواشي و مملوك صغير وأنا ثم أمر الملك
بطعام فقدموا ستمرة طعام فيها م تشتهى الانفس وتاذ الاعين فأشار الى الملك ان كل
فقمت وقبلت الارض بين يديه سبع مرات و جلست آكل معه وقد أرتفعت السفرة وذهبت
فغسلت يدى وأخذت الدواة والقلم والقرطاس وكتبت هذين البيتين .
اناجر الضأن ترياق من العلل وأصحن الحلو فيها منتهى أملى يالهف قلبي على مد
السماط اذا ماجت کثافته بالسمن والعسل .
ثم قمت وجلست بعيدا أنتظر الملك الى ما كتبته وقرأد فتعجب وقال هذا يكون عند قرد
هذه الفصاحة وهذا الخط والله ان هذا من أعجب العجب ثم قدم للملك شطر نج فقال لى
الملك اتلعب قلت بر أسى نعم فتقدمت وصففت الشطر نج و لعبت معه مرتين فغابته خار
عقل الملك وقال لو كان هذا ادمیا نفاق أهل زمانه ثم قال خادمه اذهب الى سيدتك وقل
لها كلى الملك حتى تجىء فتتفرج على هذا القرد العجيب فذهب الطواشي وعاد ومعه
سيدته بنت الملك فلما نظرت الى غطت وجهها وقالت يا أبى كيف طلاب على خاطرك أن
ترسل الى فيرانى الرجال الاجانب فقال يا بنتى ماعندی سوی المملوك الصغير والطواشي
الذي رباك وهذا القرد وأنا أبوك فمن تغطين وجههك فقالت ان هذا القرد ابن ملك واسم
أبيه ايمار صاحب جزائر الابنوس الداخليه وهو مسحو رسحره العفريت جرجريس الذي هو
من ذرية ابليس وقد قتل زوجته بنت ملك اقناموس وهذا الذي تزعم أنه قردا انماهو رجل
عالم عاقل فتعجب الملك من ابنته ونظر الى وقال احق ما تقول عنك فقلت برأسى نعم
وبكيت فقال الملك لبنته من أين عرفت أنه مسحور .
فقالت يا أبت كان عندي وأنا صغيرة عجو زما كرة ساحرة علمتنى صناعة السحر وقد
حفظته واتقنته وعرفت مائة وسبعين بابا من أبوا به أقل باب منها انقل به حجارة
مدينتك خلف جبل قاف وأجعلها لجة بحر ا و أجعل أهاها سمكا فى وسطه فقال أبوها
بحق الله عليك أن تخلصى لنا هذا الشاب حتى أجمله وزيرى وهل فيك هذه الفضيلة
ولم اعلم فخاصيه حتى أجعله وزيري لانه شاب ظريف لبيب فقالت له حبا وكرامة ثم أخذت
بيدها سكينا وعملت دائرة وأدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
قساقتنا المقادير الى هذا الباب ودخلنا عليكم وهذا سبب حلق ذقنى و تلف عينى فقالت
له ان كانت حكايتك غريبة فامسح على رأسك واخرج إلى حال سبيلك فقال لا اخرج حتى
أسمع حديث رفيقى فتقدم الصعلوك الناث وقال ايتها السيدة الجليلة ما قصتى مثل
قصتهما بل قصتى أعجب وذلك ان هذين جاءهما القضاء والقدر واما أنا فسبب حلق ذقنى
وتلف عينى انني جابت القضاء لنفسى والهم لقلبي وذلك انى كنت ملكا ابن ملك ومات
والدى وأخذت الملك من بعده وحكمت وعدلت وأحسنت للرعية وكان لى محبة في السفر فى
البحر وكانت مدينتى على البحر والبحر متسع وحولنا جزائر معدة للقتال فاردت ان
أتفرج على الجزائر فترات فى عشرة مراكب وأخذت معى مؤونة شهر و سافرت عشرین یو
مافى ليلة من الليالي هبت علينا رياح مختلفة الى ان لاح الفجر فهدأ الريح وسكن
البحر حتى أشرقت الشمس ثم اننا اشرفنا على جزيرة وطلعنا الى البر وطبخناشيئانا
كلمه فاكلة ثم أقمنا يومين وسافر ناعشرين يوما فاختلفت علينا المياه وعلى الريس
واستغرب الريس البحر فقلنا للناظورا نظر البحر بتأمل فطلع على الصارى ثم نزل ذلك
الناظور وقال للريس رأيت عن يمينى سمكا على وجه الماء ونظرت الى وسط البحر فرأيت
سواد ا من بعيد يلوح تارة اسود وتارة أبيض فلما سمع الريس كلام الناظور ضرب
الارض بعمامته ونتف لحيته وقال للناس ابشر وابهلا كنا جميعاً ولا مسلم منا أحد و
شرع يبكى وكذلك نحن الجميع نبكي على أنفسنا فقلت ايها الريس اخبرنا بما رأى
الناظور فقال يا سيدى اعلم اذا تهنا .
يوم جاءت علينا الرياح المختلفة ولم يهدأ الريح الا بكرة النهار ثم أقمنا يومين
فتهنا في البحر ولم نزل تأهين أحد عشر يوما من تلك الليلة وليس لنا ريح يرجعنا
الى ما نحن قاصدون آخر النهار وفي غد نصل الى جبل من حجر اسود يسمى حجر المغناطيس
وتجرنا المياه غصبا الى جهته فتمزق المركب ويروح كل مسمار فى المركب الى الجبل
ويلتصق به لان الله وضع فى حجر المغناطيس سرا و هو ان جميع الحديد يذهب اليه وفي
ذلك الجبل حديد كثير لا يعلمه إلا الله تعالى حتى انه تكسر من قديم الزمان مراكب
كثيرة بسبب ذلك الجبل ويلى ذلك البحرقبة من النحاس الأصفر معمودة على عشر اعمدة
وفوق القبة فارس على فرس من نحاس وفى يد ذلك الفارس رمح من نحاس ومعاق في صدر
الفارس لوح من رصاص منقوش عليه اسماء وطلاسم فيها ايها الملك مادام هذا الفارس
راكبا على هذه الفرس تنكسر المراكب التي تفوت من تحته و يهلك ركابها جميعا و
يلتصق جميع الحديد الذي في المركب بالجبل وما الخلاص الا اذا وقع هذا الفارس من
فوق تلك الفرس ثم ان الريس يا سيدتى بكى بكاء شديد فتحققنا انناه السكون لا محالة
وكل منا ودع صاحبه فاما جاء الصباح قربنا من ذلك الجبل وساقتنا المياه اليه غصباً
فلما صارت المراكب تحته انفتحت وفرت المسامير منها وكل حديد فيها نحو حجر
المغناطيس ونحن دائرون حوله في آخر النهار وتمزقت المراكب.
فمنا من غرق ومنا من سلم ولكن أكثر ناغرق والذين اموالم يعلموا بعضهم لان
تلك الامواح و اختلاف الارياح أدهشتهم واما أنا يا سيدتي فنجانى الله تعالى لما
أراده من مشقتی و عدابی و بلوتی فطلعت على لوح من الالواح قالقاه الريح والأمواج
الى جبل فاصبت طاريقا متطرفا الى أعلاه على هيئة السلالم الى صدره او طلع
الى وجهها فاما وصل الى وجهها بكت وقالت أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان عمدا
رسول الله ثم نظرنا اليها فرأيناها كوم رماد بجانب كوم العفريت فزنا عليها وتمنيت
لو كنت مكانها ولا أدى ذلك الوجه الململيح الذي عمل في هذا المعروف يصير رمادا
لسكن حكم الله لا يرد فلما رأى الملك ابنته صارت كوم رماد نتف بقية لحيته واطم
على وجه وشق ثيابه و فعات كما فعل و بكينا عليها ثم جاء الحجاب وأرباب الدولة
فوجدوا السلطان في حالة المدم وعنده كوم رم دفته حبوا وداروا حول الملك ساعة فا -
ا أفاق أخبرهم بما جرى لا بنته مع العفريت فعظمت مصيبتهم وصرخ النساء والجوارى و
عملوا العزاء سبعة أيام ثم ان الملك أمر ان يبنى على رماد ابنته قبة عظيمة وأوقد
فيها الشموع والقناديل وأما رماد العفريت فاتهم أذروه في الهواء الى لعنة الله ثم
مرض السلطان مرضا أشرف منه على الموت واستمر مرضه شهر او عادت اليه العافية
فطلبني و قال لی یافتی قد قضينا زماننا في أها أعيش آمنين من نوائب الزمان حتى
جئتناة قبات علينا الاكدار فليتنا .
ما رأيناك ولا رأينا طلعتك القبيحة التي لسببها صرنا فى حالة المدم فاولا عدمت
ابنتي التي كانت تساوى مائة رجل. وثانيا جرى لى من الحريق ما جرى و عدم أضراسى
ومات خادمى ولكن ما بيدك حيلة بل جري قضاء الله علينا وعليك والحمد لله حيث خلصتك
ابنتى واهاسكت نفسها فاخرج ياولدى من بلدى. وكفى ماجري بسببك وكل ذلك مقدر علينا
وعليك فاخرج بسلام فخرجت يا سيدتى من عنده و ما صدقت بالنجاة ولا أدري أين
أتوجه وخطر على قلبي ما جرى لى وكيف خلونى فى الطريق سالما منهم و مشيت شهر او
تذكرت دخولى في المدينة غريبا و اجتماعي بالخياط و اجتماعى بالصبية تحت الارض و
خلاصى من العفريت بعد ان كان عازما على قتلى وتذكرت ما حصل لى من المبدأ الى
المنتهى فحمدت الله وقالت بعيني ولا بروحى ودخلت الحمام قبل ان أخرج من المدينة
وحلقت ذقني وجئت يا سيدتى وفي كل يوم أبكى وانفكر المصائب التي طاقبتها تلف عيني
ربما أنذكر ماجرى لى ابكى وأنشد ذهه الابيات .
تحيرت والرحمن لا شك فى أمرى وحات بى الاحزان من حيث لا أدرى سأصبر حتى يعلم
الناس انى صبرت على شيء أمر من الصبر وما أحسن الصبر الجميل مع التقى وماقدر
المولى على خلقه يجري سرائري سرى ترجمان سریرتی اذا كان سر السر سرك فى سرى ولو
ان ما بى بالجبال لهدمت و بالنار اطفاها و بالريح لم يسر قال ان الدهر فيه حلاوة
فلا بد من يوم أمر من المر .
ثم سافرت الاقطار و وردت الامصار وقصدت دار السلام بغداد لعلى أتوصل الى أمير
المؤمنين واخبره بما جرى لى فوصات الى بغداد هذه الليلة فوجدت أخى هذا الاول
واقفا متحير افقات السلام عليك وتحدثت معه واذا باخينا الثالث قد أقبل علينا وقال
السلام عليكم انا رجل غريب فقلنا له ونحن غريبان وقد وصلنا هذه الليلة المباركة
فمشين انحن الثلاثة وم فينا أحد يعرف حكاية أحد صى قدا فرغ في قالب الجمال
والبس حلة الكمال حتى انه يضرب بحسنه الامثال وهو كالقضيب الرطب يسحر كل قلب
بجماله ويسلب كل لب : كماله فلم يزالوا ياسيدتي سائرين حتى أتوا الى الطابق
ونزلوا فيه وغابوا عن عينى فلما توجه و اقمت ونزلت من فوق الشجرة ومشيت الى موضع
الردم و نبشت التراب و نقلته وصبرت نفسی حتی از لت جميع التراب ونكشف الطابق
فاذاه وخشب مقدار حجر الطاحون فرفعته فبان من تحته سلم معقود من حجر فتعجبت من
ذلك ونزلت في السلم حتى انتهيت الى آخره فوجدت شيئا نظيفا ووجدت بستانا وثانيا
وثالثا الى تمام تسعة وثلاثين وكل بستان أرى فيه ما يكل عنه الواصفون من أشجار
وأنهار و اثمار وذخائر ورأيت بابافقات في نفسي ما الذي في هذا المكان فلا بد أن
أفتحه و انظر ما فيه ثم فتحته فوجدت فيه فرسامسر با ملحم امر.
بوطا ففككته وركبته فطار بي الى ان حطني على سطح وانزلني وضربني بذيله
فاتلف عينى وفرمنى فنزلت من فوق السطح فوجدت عشرة شبان عور فلما رأونى قالو الا
مرحبا بك فقلت لهم أتقبلونى اجلس عندكم فقالوا والله لا تجلس عندنا فخرجت من
عندهم حزين القلب باكي العين وكتب الله لى السلامة حتى وصات الى بغداد خلقت ذقنى
وصرت صعلوكا فوجدت هذين الاثنين الاعورين فسلمت عليهما وقات لها أنا غريب فقالا
ونحن غريبان فهذا سبب تاف عينى وحلق ذقنى فقالت له امسح على راسك و روح فقال
والله لا أروح حتى أسمع قصة هؤلاء ثم ان الصبية التفتت الى الخليفة وجعفر ومسرو
وقالت لهم اخبروني بخبركم فتقدم جعفر وحكى لها الحكاية التي قالها للبوابة عند
دخولهم فلما سمعت كلامه قالت و هبت بعضكم لبعض فخرجوا الى ان صاروا فى الزقاق
فقال الخليفة للصعاليك يا جماعة الى اين تذهبون فقالوا ما ندري أين نذهب فقال لهم
الخليفة سير واو بيتوا عندنا وقال الجعفر خذه وأحضرهم لى غدا حتى ننظر ما يكون
ذمتثل جعفر ما أمره به الخليفة ثم ان الخليفة طلع الى قصره ولم يجئه نوم فى تلك
الليلة فلما أصبح جلس على كرسى المملكة ودخلت عليه أرباب الدولة فالتفت الى جفهر
بعد ان طلعت أرباب الدولة.
وقال ائتني بالثلاث صبايا والكلبتين والصعاليك فنهض جعفر وأحضرهم بين يديه
فادخل الصبايا تحت الاستار والتفت لمن جعفر وقال لهن قد عفونا عنكن لما اسلمتن من
الاحسان الينا ولم تعرفنافها أنا أعرف كن وأنتن بين يدى الخامس من بني العباس
هرون الرشيد ولا تخبرنه الاحقا فلما سمع الصبايا كلام جعفر عن لسان أمير المؤمنين
تقدمت الكبيرة وقالت يا أمير المؤمنين ان لى حديثا لو كتب بالابر على آماق البصر
لكان عبرة لمن اعتبر وأدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ( وفى
ليلة ١٧) قالت بلغنى ايها الملك السعيدان كبيرة الصبايا لما تقدمت بين يدى امير
المؤمنين قالت ان لي حديثا عجيبا وهو انه، تين الصبيتين أختاى من أبى من غير أمي
ذات والدنا وخلف خمسة آلاف دينار وكنت أنا أصفر هن سنا فتجهز أختاي وتزوجت كل
واحدة برجل ومكننا مدة ثم ان كل واحد من أزواجهما هيأ متجر ا و أخذ من زوجته الف
دينار وسافر وامع بعضهم وتركوني فغابوا أربع سنين وضيع زوجاها المال وخسر او
تركاهم في بلاد الناس فجا آني في هيئة الشحاتين فلما رأتهما منقورة في الجبل
فسميت الله تعالى وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ( وفي ليلة ١٦ )
قالت بلغنى ايها الملك السعيد ان الصعلوك الثالث قال المصبية والجماعة مكتفون
والعبيد واقفين بالسيوف على رؤسهم ثم انى سميت الله ودعوته وابتهلت اليه وحاولت
الطلوع على الجبل وصرت اتمسك بالنقر التي فيه حتى أسكن الله الريح في تلك الساعة
وأعانى على الطلوع فطلعت سالما على الجبل .
وفرحت بسلامتى غاية الفرح ولم يكن لى دأب الا القبة فدخلة اوصليت فيها ركعتين
شكرا الله على سلامتى تم انى نمت تحت القبة فسمعت قائلا يقول يا ابن خصيب اذا
انتهيت من منامك فاحفر تحت رجليك قد قوسا من نحاس وثلاث نشابات من رصاص منقوشا
عليها طلاسم فحذ القوس والنشابات وارم انفارس الذى على القبة وارح الناس من هذا
البلاء العظيم فاذا رميت الفارس يقع في البحر ويقم القوس من يدك فخذ القوس وادفنه
فى موضعه فإذا فعلت ذلك يطفوا البحر ويعلو حتى يساوى الجبل ويطلع عليه زورق فيه
شخص غير الذي رميته فيجيء اليه وفى يده مجذاف فاركب معه ولا تسم الله تعالى فانه
يحملك ويسافر بك مدة عشرة أيام الى ان يوصلك الى بحر السلامة فاذا وصلت هناك تجد
من يوصلك الى بلدك وهذا انما يتم لك اذا لم تسم الله ثم استيقظت من نومي وقمت
بنشاط وقصدت الماء كما قال الهاتف وضربت الفارس فرميته فوقع في البحر ووقع القوس
من يدى فاخذت القوس و دفنته فهاج البحر و علاحتی ساوى الجبل الذى أنا عليه فلم
البت غير ساعة حتى رأيت زورقا فى وسط البحر يقصد نى محمدت الله تعالى فلما
وصل الى الزورق وجدت فيه شخصا من النحاس في صدر د لوح من الرصاص منقوش باسماء
وطلاسم فنزلت في الزورق وانه ساكت لا أتكلم فحملنى الشخص أول يوم و الثانى
والثالث الى تمام عشرة أيام حتى رأيت جزائر السلامة ففرحت فرحا عظيما ومن شدة
فرحى ذكرت الله وسميت وهللت وكبرت فلما فعلت ذلك قذفنى من الزورق في البحر ثم رجع
في البحر .
وكنت أعرف العوم فعمت ذلك اليوم إلى الليل حتى كات سواعدى وتعبت أكتافي وصرت فى
الملكات ثم تشهدت وايقنت بالموت وهاج البحر من كثرة الرياح فجاءت موجة كالقلعة
العظيمة فحملتني وقذفتني قذفة صرت بها فوق البرلما يريد الله فطلعت البر وعصرت
ثيابي ونشفتها على الأرض و بت فلما أصبحت لبست ثيابى وقمت أنظر أين أمشي فوجدت
غوطة فجئتها و درت حولها فوجدت الموضع الذي فيه جزيرة صغيرة والبحر محيط بها فقات
في نفسى كلما أخلص من باية اقع فى أعظم منها فبينما أنا متفكر في أمرى واتمنى
الموت اذ نظرت مركبا فيها ناس فقمت وطلعت على شجرة واذا بالمركب التصقت بالبر
وطلع منها عشرة عبيد معهم مساحى فمشو احتى وصلوا الى وسط الجزيرة وحفر وا فى
الارض وكشفوا عن طابق فرفعوا الطابق وفتحو ابا به ثم الى المركب ونقلوا منها
خبزا ودقيقا وسمنا وعسلا واغناما وجميع ما يحتاج اليه الساكن وصار العبيد مترددين
بين المركب وباب الطابق وهم يحولون من المركب وينزلون فى الطابق الى أن نقلوا
جميع ما فى المركب ثم بعد ذلك طلع العبيد ومعهم ثياب أحسن ما يكون وفى وسطهم شیخ
کبیر هرم قد عمر زمنا طويلا و اضعفه الدهر حتى صار فانيا و يد ذلك الشيخ في
يد فيه سريرا من المرمر مرصعا باندر و الجواهر ونظرت نورا لامعاً في جهة
فقصدتها فوجدت فيها جوهرة مضيئة قدر بيضة النعامة على كرسى صغير .
وهو تضىء كالشمعة و نورها ساطع ومفروش على ذلك السرير من أنواع الحرير ما يحير
الناظر فلما نظرت الى ذلك تعجبت و رأيت في ذلك المكان شموعا موقد افقات في نفسى
لا بدان أحد أو قد هذه الشموع ثم الى مشيت حتى دخلت موضعا غيره وصرت أفتش فى
الاماكن ونسيت نفسى ممادهشنى من التعجب من تلك الاحوال واستغرق فكرى الى أن دخل
الليل فاردت الخروج فلم أعرف الباب وتهت عنه وعدت الى الجهة التي فيها الشموع
الموقدة وجلست على السرير وتغطيت بلحاف بعد أن قرأت شيئاً من القرآن وأردت النوم
فلم أستطع والحقنى القلق فلما انتصف الليل سمعت تلاوة القرآن بصوت حسن رقيق
فالتفت الى مخدع فرایت با به مفتوحا فدخلت الباب ونظرت المكان فإذا هو معبد وفيه
قناديل معاقة موقدة وفيه سجادة مفروشة جالس عليها شاب حسن المنظر فتعجبت كيف هو
سالم دون أهل المدينة فدخات و سلمت علیه فرفع بصره و رد على السلام فقات له أسألك
بحق . اتتلوه من كتاب الله ان تجيبنى عن سؤالى فتبسم وقال اخبريني عن سبب دخولك
هذا المكان وأنا اخبرك بجواب ماتسألينه عنه فاخبرته بخبرى فتعجب من ذلك ثم انني
سألته عن خبر هذه المدينة فقال امهليني ثم طبق المصحف وأدخله في كيس من
الاطلس وأجلسنى بجنبه فنظرت اليه فإذا هو كالبدر حسن الاوصاف لين الاعطاف بهى
المنظر رشيق القد أسيل الخدزهى الوجنات كانه المقصود من هذه الابيات.
رصد النجم ليله فبداله ليله فبداله قد المليح يميس في برديه وأمده زحل سواد ذوائب
والمسك هادى الخال في خديه وغدت من المريخ حمرة خده والقوس يرمى النبل من جفنيه
وعطارد أعطاه فرط ذكائه وأبى السها نظر الوشاة اليه فغدا المنجم حائرا مما رأى
والبدر باس الارض بين يديه .
فنظرت له نظرة أعقبتنى الف حسرة واوقدت بقلبي كل حمرة فقلت له يا مولاى اخبرنى
عما سألتك فقال سمعا وطاعة اعلمى ان هذه المدينة مدينة والدى وجميع أهله وقومه
وهو الملك الذى رأيتيه على الكرمى ممسوخا حجرا وأما الملكة التي رأيتيها فهي أمي
وقد كانوا مجوسا يعبدون النار دون الملك الجبار وكانوا يقسمون بالنار والنور
والظل والحرور والفلك الذى يدور وكان أبى ليس له ولد فرزق بى فى آخر عمره فربانى
حتى نشئت وقد سبقت لى السعادة وكان عندنا عجو ز طاعنة فى السن معلمة تؤمن بالله
ورسوله في الباطن وتوافق أهلى فى الظاهر وكان أبى يعتقد فيها لما يري عليها من
الامانة والعفة وكان يكرمها ويزيد في اكرامها وكان يعتقد أنها على دينه فلما كبرت
سلمنى أبى اليها وقال خذيه وريبه وعلميه أحوال دين او احسنى تربيته وقومى بخدمته
فأخذتني العجوز وعلمتني دين ذهات عنهما ولم أعرفه ما ثم انى لما عرفتهماقات
لها ما هذا الحال فقالتا يا أختنا ان الكلام لم يفد الان وقد جرى القلم بما حكم
الله فارسلتهما الى الحمام والبست كل واحدة حلة وقات لها يا اختى انتما الكبيرة
وانا الصغيرة وانتم عوض عن أبى رامى والارث الذى نابنى معكما قد جعل الله فيه
البركة فكلا من زكاته واحو الى جليلة وانا واتما سواء وأحسنت اليهما غاية الاحسان
.
فيمكننا عندى مدة سنة كاملة وصار لها مال من مالي فقالت الى ان الزواج خير لنا
وليس لنا صبر عنه فقلت لها يا اختى لم تريا في الزواج خيرا فان الرجل الجيد قليل
في هذا الزمان وقدجر بتما الزواج فا يقبلا كلامى وتزوجا بغیر رضای فزوجتهما من
مالى وسترتهم او مضتا من زوجيه ما فاق اما مدة يسيرة ولعب عليهما زوجهما واخذ ما
كان معهم اوسافراوتر كاهما فجاء تا عندى وهما عر بانتاذ واعتذر تا وقالت الا
تؤاخذينا فات أصغر منا سنا واكمل عقلا وما بقينا نذكر الزواج أبد افقات مرحبا
بكما يأختى ماعندي أعز منكها وقبلتهما وزدتهما اكر اما ولم تزل على هذه الحالة
سنة كاملة فاردت أن أجهزلى مركبا الى البصرة فجهزت مركبا كبيرة وحمات فيها
البضائع والمتاجر وما أحتاج اليه في المركب وقات يا أختى هل لكما ان تقعدوا في
المنزل حتى أسافر وأرجع أو تسافر امعى فقالت انسافر معك فانا لا نطيق فراقك
فاخذتها وسافرنا وكنت قسمت مالی نصف بين فأخذت النصف رخبأت النصف الثاني وقات
ربما يصيب المركب شيء ويكون في العمر مده فاذار جعنا نجد شيئاً ينفعنا ولم نزل
مسافرين أيام وليالي فتاهت بنا المركب وغفل الريس عن الطريق . دخلت المركب
بحر اغير البحر الذى نريده ولم نعلم بذلك مدة وطاب لنا الريح عشرة أيام فلاحت انا
مدينة على بعد فقلنا للريس ما اسم هذه المدينة التي أشرفنا عليها فقال والله لا
أعلم ولا رأيتها قط ولا سلكت عمرى هذا البحر ولكن جاء الامر بسلامة فما بقى الا
ان تدخلوا هذه المدينة وتخرجوا بضائعكم فان حصل لكم بيع فبيعوا وغاب ساعة ثم جاء
نا وقال قوموا إلى المدينة وتعجبوا من صنع الله في خلقه واستعيذوا من سخطه فطلعنا
المدينة فوجدنا كل من فيها مسخوطا حجارة سوداء .
فاندهشنا من ذلك ومشينا فى الاسواق فوجدنا البضائع باقية والذهب والفضة باقيين
على حالهما ففرحنا وقلنا لعل هذا يكون له أمر عجيب وتفرقنا فى شوارع المدينة وكل
واحد اشتغل عن رفيقه بما فيها من المال والقماش وأما أنا فطلعت الى القلعة
فوجدتها محكمة فدخلت قصر الملك فوجدت فيه جميع الاواني من الذهب والفضة ثم رأيت
الملك جالسا وعنده حجابه و نوا به و وزرائه وعليه من الملابس شيء يتحير فيه الفكر
فلما قربت من الملك وجدته جالسا على كرسی مرصع بالدر والجواهر فيه كل درت تفى
كالنجمة وعليه حالة مزركشة بالذهب و واقفا حوله خمسون مملو کالا بين انواع الحرير
وفى ايديهم السيوف مجردة فلما نظرت لذلك دهش عقلى ثم . شيت ودخلت قاعة الحريم
فوجدت فى حيطانه استائر من الحرير ووجدت الملكة عليها حلة مزركشة باللؤلؤ
الرطب وعلى رأسها تاج مكلل بانواع الجواهر وفى عنقها قلائد وعقودا وجميع ما عليها
من الملبوس والمصاغ باق على حاله وهى ممسوحة حجر اسود و وجدت بابا مفتوحاً فدخلته
و وجدت فية . اما بسبع درج فصعته فرأيت مكانا مر خمامة روشا بالبسط المذهبة
ووجدت البحر رزقني الله بقطعة خشب فركبتها وضربتنى الامواج الى ان رمتنى على
ساحل جزيرة فلم أزل أمشى في الجزيرة باقى ليلتي فأما أصبح الصباح رأيت طريقا فيه
أثر مشى على قدر قدم ابن آدم وتلك الطريق متصلة من الجزيرة الى البر وقد طاعت
الشمس فنشفت ثيابي فيها وسرت في الطريق ولم أزل سائرة إلى أن قربت من البر الذى
فيه المدينة واذا أنا بحية تقصد فى وخلفها ثعبان يريد هلاكها وقد تدلى لسانها من
شدة التعب فاخذتنى الشفقه عليها فعمدت الى حجر والقيته على رأس الثعبان فمات من
وقته فنشرت الحية جناحين وصارت فى الجو فته جبت من ذلك رقد تعبت ندمت في موضعی
ساعة فلما افقت وجدت تحت رجلى جارية وهى تكبس رجلى فجلست واستحيت منها وقلت لها
ممن أنت وما شأنك فقالت ما اسرع ما نسيتينى أنت التى فعات معى الجميل وقتلت عدوى
فانى الحية التي خلصتيني من النعمان فاني جنية وهذا الثعبان جنى وهو عدوى وما
نجانى منه الا أنت فلما نجيتيني منه طرت في الريح وذهبت الى المركب .
التي رماك منها أختاك ونقات جميع ما فيها الى بيتك وأغرقتها و أما أختاك فانى
سحرتهما كابتين من الكلاب السود فانى عرفت جميع ما جرى لك معه. وأما الشاب فانه
غرق ثم حملتنى أنا والكابتين والقتن افوت طح داري فرأيت جميع ما كان في
المركب من الاموال في وسط بيتى ولم يضع منه شيء ثم ان الحية قالت لى وحق النقش
الذي على خاتم سلیمان اذا لم تضر بی ۴ واحدة منهما فى كل يوم ثلثمائة سوط لاتين
واجعانك مثلهما فقات سمعا وطاعة فلم أزل يا أمير المؤمنين اضر بهما ذلك الضرب
واشفق عليهما فتعجب الخليفة من ذلك ثم قال للصبية الثانية وأنت . اسبب الضرب الذى
على جسدك فقالت يا أمير المؤمنين اني كان لي والدفمات وخلف مالا كثيرا فاقمت بعده
مدة يسيرة وتزوجت برجل أسعد أهل زمانه فأقت معه سنة كاملة ومات فورثت منه ثمانين
الف دينار فبينما أنا جالسة في يوم من الايام اذ دخلت على عجوز بوجه مسعوط وحاجب
محوط وعيونها مفجرة وأسنانها مكسرة ومخاطها سائل وعنقها مائل كما قال فيها
الشاعر.
عجوز النحس ابليس يراها تعلمه الخديعة من سكوت تقود من السياسة الف بغل اذا
انفردوا بخيط العنكبوت .
فلما دخات المجوز سامت على وقالت ان عندى بنتا يتيمة والليلة عمات عرسها وأنا
قصدى لك الاجر والثواب فاحضرى عرسها فانها مكسورة الخاطر ليس لها الا الله تعالى
ثم بكت وقبلات رجلى فاخذتنى الرحمة والرأفة فقلت سمعا وطاعة فقالت جهزي نفسك فانى
وقت العشاء أجيء وآخذك ثم قبلت يدى وذهبت فقمت و هیأت نفسى وجهزت حالى واذا
بالمجوز قد أقبلت وقالت ياسيدتى ان سيدات البلد قد حضرن واخبرته من محضو رك ففرحن
وهن في انتظارك فقمت وتهيأت وأخذت جواري معى وسرت حتى أتينا الى زقاق هب فيه
النسيم وراق فرأينا بوابة مقنطرة قبة من الرخام مشيدة البنيان وفى داخلها قصر قد
قام من التراب وتعاق بالسحاب فلما وصلنا الى الباب طرقته العجوز ففتح لنا ودخلنا
فوجد نادهليز امفروشا بالبسط معاقافيه قناديل موقدة وشموع مضيئة الاسلام من
الطهارة وفرائض الوضوء والصلاة وحفظتنى القرآن فلما أتمت ذلك قالت لى ياولدى أكتم
هذا الامر عن أبيك ولا تمامه به لئلا يقتلك فكتمته عنه ولم أزل على هذا الحال مدة
أيام قلائل وقد ماتت العجوز وزاد أهل المدينة في كفرهم وعتوه وضلالهم فبينما هم
على ما هم فيه اذسم موا مناديا ینادی باعلى صوته مثل الرعد القاصف سمعه القريب
والبعيد يقول يا أهل هذه المدينه ارجعوا عن عبادة النار واعبدوا الملك الجبار
فحصل عند أهل المدينة فزع راجته . واعند أبى وهو ملك المدينة وقالو اله .
ما هذا الصوت المزعج الذي سمعناه فاندهشنا من شدة هو له فقال لهم لا يهو لنكم
الصوت ولا يفز عنكم ولا يردكم عن دينكم فمالت قلو بهم إلى قول أبي ولم يزالوا
مكبين على عبادة النار واستمر وا على طغيانهم مدة سنة حتى جاء ميعاد ما سمعوا
الصوت الاول فظهر لهم ثانيا فسمعو اثلاث مرات على ثلاث سنين في كل سنة مرة فلم
يزالواعا كفين على ما هم عليه حتى نزل عليهم المقت والسخط من السماء بعد طلوع
الفجر فمسخو احجارة سودا وكذلك دوابهم وأنعامهم ولم يسلم من أهل هذه المدينة غيرى
ومن يوم جرت هذه الحادثة وأنا على هذه الحالة في صلاة وصيام وتلاوة قرآن وقد يئست
من الوحدة وما عندى من يؤنسني فعند ذلك قلت له أيها الشاب هل لك ان تروح معى الى
مدينة بغداد و تنظر الى العلماء والى الفقهاء فتزدادء- اوفقها وأكون أنا جاريتك
مع انى سيده قومى وحاكمة على رجال وخدم وغلمان وعندى مركب مشحونة بالمتجر
وقدرمتنا المقادير على هذه المدينة حتى كان ذلك سببا في اطلاعنا على هذه الامو
روكان النصيب في اجتماعنا ولم أزل أرغبه.
في التوجه حتى أجابني اليه . وأدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ( وفى
ليلة (۱۸) قالت بلغنى أيها الملك السعيد ان الصبية مازالت تحسن للشاب التوجه معها
حتى غلب عليها النوم فنامت تلك الليلة تحت رجليه وهى لا تصدق بماهى فيه من الفرح
ثم قالت فلما أصبح الصباح قمنا ودخلنا الى الخزائن وأخذنا ما خف حمله وغلائمنه
ونزلنا من القلعة الى المدينة فقا بلنا العبيد والريس وهم يفتشون على فلما رأو فى
فرحوا بي وسألوني عن سبب غيابي فاخبرتهم بما رأيت وحكيت لهم قصة الشاب وسبب مسخ
أهل هذه المدينة وما جرى لهم فتعجبوا من ذلك فلما رآني اختاي ومعى ذلك الشاب حسد
تا ني عليه وصارتا في غيظ واضمر تا المسكر لى ثم نزانا المركب وأنا بغاية الفرح
وأكثر فرحى بصحبة هذا الشاب واقمنا ننتظر الريح حتى طاب لنا الريح فنشرنا القلوع
وسافرنا فقد اختاى عند ناوصار تا يتحدثان فقال: إلى يا أختنا ما تصنعين بهذا
الشاب الحسن فقات لهما قصدى ان أتخذه بعلائم التفت اليه وأقبات عليه وقات ياسيدى
انا اقصد ان أقول لك شيئا فلا تخالفني فيه فقال سمعا وطاعة ثم التفت الى أختاى
وقلت لها يكفيني هذا الشاب وجميع هذه الاموال لكا فقالت نعم ما فعات ولكنهما اضمر
تالى الشر ولم نزل سأترين مع اعتدال الريح حتى خرجنا من بحر الخوف ودخلنا
بحرالامان وسافرنا أيا ما قلائل إلى أن قر بنا من مدينة البصرة ولاحت لنا ابنيتها
فادركنا المساء فلما أخذنا النوم قامت اختاى وحملتاني أنا والغلام بفرشنا و
رمتانا في البحر فاما الشاب فانه كان لا يحسن العوم فغرق وكتبه الله من الشهداء
وأما أنا فكتبت من السالمين فلما سقطت في الدراهم ولا زالت تحسن لى
الامر حتى أدخلت رأسي في الجراب ورضيت بذلك ثم أنى غطيت عينى وداريت بطرف ازارى
من الناس وحط فمه تحت از ادی علی خدى فما قبلنى حتى عضنى عضة قوية حتى قطع اللحم
من خدى فنشي على ثم أخذتنى العجوز فى حضنها فلما افقت وجدت الدكان مقفولة والعجوز
تظهر لى الحزن .
وتقول مادفع الله كان أعظم ثم قالت لى قومى بنا إلى البيت واعملى نفسك ضعيفة وأنا
أجى اليك بدواء تداوين به هذه العضة فتبرئين سريعا فبعد ساعة قمت من مكانى وأنا
فى غاية الفكر واشتداد الخوف فمشيت حتى وصلت الى البيت واظهرت حالة المرض واذ ابز
وجی داخل وقال مالدى أصابك ياسيدتي في هذا الخروج فقاتله ها أنا طيبة فنظر الى
وقال لى ما هذا الجرح الذي بخدك وهو فى المكان الناعم فقلت لما استأذنتك وخرجت في
هذا النهار لاشترى القماش زاحمني جمل حامل حطبا فشرمط نقابی و جرح خدى كما ترى
فان الطريق ضيق في هذه المدينة فقال غد أروح للحاكم وأشكو اله فيشنق كل حطاب في
المدينة فقلت بالله عليك لا تتحمل خطيئة أحد فاني ركبت حما را نفر بي فوقعت على
الأرض فصادفني عود محدش خدی وجرحنى فقال غدا اطلع الجعفر البرمكى واحكى له
الحكاية فيقتل كل حمار في هذه المدينة فقلت هل أنت تقتل الناس كاهم بسببي
وهذا الذى جرى لى بقضاء الله وقدره فقال لا بد من ذلك وشدد على ونهض قائما وصاح
صيحة عظيمة فانفتح الباب وطلع منه سبعة عبيد سود فسحبوني من فرشی ورمونى في وسط
الدار ثم أمر عبد امنهم أن يمسكنى من اكتافي ويجلس على رأسى وأمر الثاني أن يجلس
على ركبتي ويمسك رجلى وجاء الثالث وفي يده سيف فقال ياسيدى اضر بها بالسيف
فاقسمها نصفين وكل واحد يأخذ قطعة يرميها في بحر الدجلة فيأكلها السمك وهذا جزاء
من يخون الايمان والمودة وا شد هذا الشعر .
اذا كان لي فيمن أحب مشارك منعت الهوي روحى ليتلفنى وجدى وقات لها يا نفس موتى
كريهة فلاخير فى حب يكون مع الضد .
ثم قال للعبد اضر بها يا سعد فجرد السيف وقال اذكرى الشهادة وتذكرى ما كان لك من
الحوائج وأوصى فان هذا آخر حياتك قلت له يا عبد الخير تمهل على قليلا حتى أتشهد و
أوصى ثم رفعت رأسى و نظرت الى حالى وكيف صرت فى الذل بعد العز فجرت عبرتى وبكيت
وأنشدت هذه الابيات .
أقتم فؤادي فى الهوى وقعدتم واسهرتم جاني القريح
ونتم ومنزلكم بين الفؤاد وناظرى فلا القلب يسلوكم ولا الدمع يكتم وعاهدتموني
ان تقيموا على الوفا فلما تعملكم فؤادى غدرتم ولم ترحموا وجدى بكم وتلهفى أأنتم
صروف الحادثات أمنتم سألتكم بالله ان مت فاكتبوا على لوح قبرى ان هذا متيم لعل
شجيا عارف لوعة الهوى يمر على قبر المحب فيرحم .
وفيه الجواهر والمعادن معلقة فمشينا فى الدهليز الى أن دخلنا القاعة فلم يوجد
لها نظير مفروشة بالفراش الحرير معلقا فيها القناديل الموقدة والشموع المضيئة
وفى صدر القاعة سريرهم من المرمر مرصع بالدر والجوهر وعليه ناموسية من الاطلس
واذا بصبية خرجت من الناموسية مثل القمر فقالت لى مرحبا وأهلا وسهلا يا أختي
آنستينى وجبرت خاطري وأنشدت تقول .
تعلم الدار من قد زارها فرحت واستبشرت ثم باست موضع القدم واعلنت بلسان الحال
قائلة أهلا وسهلا بأهل الجود والكرم .
ثم جلست وقالت يا أختى ان لى أخا و قدرآك فى بعض الافراح وهو شاب أحسن منى وقد
أحبك قلبه حبا شديد او أعطى هذه العجوز دراهم حتى أتتك وعمات الحيلة لاجل اجتماعه
بك ويريد أخي أن يتزوجك بسنة الله ورسوله وما في الحلال من عيب فلما سمعت كلامها
ورأيت نفسى قد انحجزت فى الدار فقات للصبية سمعا وطاعة ففرحت وصنقت بيديها وفتحت
بابا شرح منه شاب مثل القمر كما قال الشاعر .
قدراد حسنا تبارك الله جل الذى جل الذي صاغه وسواه قد حاز كل الجمال منفردا كل
الورى فى جماله تهواه قد كتب الحسن فوق وجنته أشهد ان لا مليح الا هو .
فله ا نظرت اليه مل قلبي له ثم جاء وجاس واذا بالقاضي قد دخل ومعه أربع شهود
فسلموا وجلس واثم انهم كتبوا كتابي على ذلك الشاب وانصرفوا ف لتفت الشاب الى وقال
ليا منا مباركه ثم قال ياسيدتى انى شارط عليك شرطافقات ياسيدى وما الشرط فقام
وأحضر لى مصحفار قال احلفى لى انك لا تختارى أحدا غيرى ولا تميلى اليه مخلفت له
على ذلك ففرح فرحا شديدا وعانقنى فاخذت محبته ؟ جامع قلبي وقدم والنا السماط فا
كا اوشر بنا حتى اكتفينا فدخل علينا الليل فاخذني ونام معى على الفراش و بتنا في
عناق الى الصباح ولم نزل على هذه الحالة مدة شهر ونحن في هناء وسرور و بعد الشهر
استأذنته في انى أسير الى السوق واشتري بعض قماش فاذن لي في الرواح فلبست ثيابي
واخذت العجو ز معى ونزلت في السوق فجلست على دكان شاب تاجر تعرفه العجوز وقالت لى
هذا ولد صغير مات أبوه وخلف له مالا كثير اثم قالت له هات أعز ما عندك من القماش
لهذه الصبية فقال لها سمعا وطاعة فصارت العجوز تنى عليه فقالت ما لنا حاجة بثنائك
عليه لان مراد نا ان ناخذ حاجتنا منه ونعود الى منزلنا فاخرج.
لنا ما طلبناه وأعطيناه الدراهم فابى أن ياخذ شيئا وقال هذه ضيافتكم اليوم
عندي فقلت لله جوز ان لم ياخذ الدراهم أعطه قماشه فقال والله لا آخذ شيء او
الجميع هدية من عندى فى قبلة واحدة فانها عندى أحسن من ما في دكاني فقالت العجوز
ما الذي يفيدك من القبلة ثم قالت يا بنتي قد سمعت ما قال هذا الشاب وما
يصيبك شيء اذا أخذ منك قبلة وتأخذين ماتطلعينه فقات لها أما تعرفين اني حالفة
فقالت دعيه يقبلك وأنت ساكته ولا عليك شيء وتأخذين هذه فعل بهذه الصبية هذا
الفعل وظلامها و أخذ مالها و هو أقرب الناس اليك ثم أن العفريتة أخذت طاسة من
الماء وعزمت عليها و رشت وجه الكابتين وقالت لها عود الى صورتكما الاولى البشرية
فعاد تا صبيتين سبحان خالة ما ثم قالت يا أمير المؤمنين ان الذى ضرب الصبية ولدك
الامين فانه كان يسمع بحسنها وجمالها وحكت له العفريتة جميع ما جرى للصبيه فتعجب
وقال الحمد لله على خلاص ها تيز الكابتين على يدى ثم أن الخليفة أحضر ولده الامين
بين يديه وسأله عن قصة الصبية الاولى فاخبره على وجه الحق فاحضر الخليفة القضاة
والشهود والصعاليك البلاثة وأحضر الصبية الاولى وأختيها اللتين كانتاه سحورتيز فى
صورة كابتين وزوج الثلاثة لدلاثة الصعاليك الذين أخبر وه أنهم كانوا ملوكا وعما
هم حجابا عنده وأعطاهم ميحتاجون اليه وأنزلهم في قصر بغداد ورد الصبية المضربة
لولده الامين وأعطاها مالا كثير او أمر أن تبنى الدار أحسن ما كانت ثم أن الخليفة
تزوج بالدلالة و رقد في تلك الليلة معها فلما أصبح أفرد لها بيتا وجواري يخد منها
و رتب لها را تبا وشيد لها قصر اثم قال الجمعة وليلة من الليالي أنى أريد أن ننزل
فى هذه الليلة الى المدينة ونسأل عن أحوال الحكام والمتولين وكل من شكا منه أحد
عزلناه فقال جعفر سمعا وطاعة فلما نزل الخليفة وجعفر ومسرور وساروا فى المدينة
ومشوا فى الاسواق مروا بزقاق فرأوا شيخا كبيرا على رأسه شبكة وقفة وفي يده
عصا و هو ماش على مهله.
ثم أن الخليفة تقدم اليه وقال له يا شيخ احرفتك قال ياسيدى صياد وعندى عائلة
وخرجت من بيتى من نصف النهار الى هذا الوقت ولم يقسم الله لى شيئا أقوت به عیالی
وقد كرهت نفسی و تمنيت الموت فقال له الخليفة هل لك أن ترجع عنا الى البحر وتقف
على شاطىء الدجلة وترمى شبكتك على بختى وكل ما طلع أشتريه منك بمائة دينار فرح
الرجل لما سمع هذا الكلام وقال على رأسى ارجع معكم ثم أن الصياد رجع إلى البحر ور
مى شبكته وصبر عليها ثم أنه جذب الخيط وجر الشبكة اليه فطلع في الشبكة صندوق
مقفول ثقيل الوزن فلما نظره الخليفة جه فوجده ثقيلا فاعطى الصياد مائة دينار
وانصرف وحمل الصندوق مسر و رهو وجعفر وطلعا به مع الخليفة الى القصر وأوقد الشموع
والصندوق بين يدي الخليفة فتقدم جعفر ومسرور وكسروا الصندوق فوجدوا فيه قفة خوص
مخيطة بصوف أحمر فقطعوا الخياطة فرأوا فيها قطعة بساط فرفعوها فوجدوا تحتها از
ارا فرفعوا الازار فوجدوا تحته صبية كانها سبيكة مقتولة ومقطوعة فل. انظرها
الخليفة جرت دموعه على خده والتفت الى جعفر وقال يا كلب الوزراء تقتل القتلى في
زمنى ويرمون في البحر ويصيرون متعلقين بذمتى والله لا بد أن اقتص لهذه الصبية ممن
قتالها واقتله وقال الجعفر وحق اتصال نسي بالخلفاء من بني العباس ان لم
تأتنى بالذى قتل هذه لا نصفها منه لا صلبنك على باب قصرى أنت و أربعين من بنى عمك
و اغتاظ الخليفة فقال جعفر امهلنى ثلاثة أيام قال امر لمتك ثم خرج جعفر من بين
يديه ومشى في المدينة وهو حزين وقل فى نفسه من أعرف من قتل هذه الصبية حتى أحضره
للخليفة وان أحضرت له غيره يصير معاقا بذمتى ولا أدري ما أصنع ثم أن جعفر أجلس في
بيته ثلاثة أيام وفى اليوم .
تركت حبيب القلب لا عن ملالة ولكن جنى ذنبا يؤدى الى انترك اذ ارى شريكا فى
المحبة بيننا وايمان قاي لا يميل الى الشرك .
فلما فرغ من شعره بكيت واستعطفته واذا بالعجوز قد دخلت ورمت نفسها على أقدام
الشاب وقبلتها وقالت ياولدى بحق تربية ، لك تعفو عن هذه الصبية فانها ما فعات
ذنبا يوجب ذلك وأنت شاب صغير فاخاف عليك من دعائها ثم بكت العجوز ولم تزل تايح
عليه حتى قال عفوت عنها ولكن لا بدلى أن أعمل فيها أثر ايظهر عليها بقية عمرها ثم
أمر العبيد فجذبوني من ثيابي واحضر قضيبا من سفر جل و نزل به على جسدى بالضرب ولم
يزل ضربنى ذلك الشاب على ظهري وجنبي حتى غبت عن الدنيا من شدة الضرب وقد يئست من
حياتى ثم أمر العبيد أنه اذا دخل الليل يحملونني ويأخذون العجوز معهم ويرموننى فى
بيتى الذى كنت فيه سابق اففعلوا ما أمرهم به سیده ورمو ، في بيتي فتعاهدت تنسى
وتداویت فلم اشفيت بقيت أضلاعى كانها مضروبة بالمقارع كما ترى فاستمريت فى مداواة
نفسى أربعة أشهر حتى شفيت ثم جئت الى الدار التي جرت لي فيها ذلك الامر فوجدتها
خربة ووجدت الزقاق مهدوما من أوله الى اخره و وجدت في موضع الداركيما ولم أعلم
سبب ذلك فجئت الى أختى هذه التي من أبي فوجدت عندها هاتين الكلبتين فسلمت عليها
وأخبرتها بخبرى وبجميع ما جرى لى فقالت من ذا الذى من نكبات الزمان سلم الحمد لله
الذى جعل الامر سلامة ثم أخبرتني بخبرها و بجميع ما جرى لها من أختيها وقعدت أنا
وهى لا نذكر خبر الزواج على السنتناثم صاحبتنا هذه الصبية الدلالة في كل يوم تخرج
فتشترى لنا ما نحتاج اليه من المصالح على جري علاتها فوقع لنا ما وقع من مجيء
الحمال والصعاليك ومن مجيئكم في صفة تجار فلما صرنا في هذا اليوم ولم نشعر
الأونحن بين يديك وهذه حكايتنا فتعجب الخليفة من هذه الحكاية وجعلها تاريخا مثبتا
في خزانته وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
(وفي ليلة (۱۹) قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة أمر أن تكتب هذه القصة
في الدواوين ويجعلوها في خزانة الملك ثم أنه قال للصبية الاولى هل عندك خبر
بالعفريتة التي سحرت أختيك قالت يا أمير المؤمنين أنها أعطتنى شيئا من شعرها
وقالت ان أردت حضوري فاحرقى من هذا الشعر شيئا فاحضر اليك عاجلا ولو كنت خلف جبل
قاف فقال الخليفة احضر لي الشعر فاحضرته الصبية فاخذه الخليفة واحرق منه شيئا
فلما فاحت رائحته اهتز القصر وسمعو ادويا وصاصلة واذا بالجنية حضرت وكانت مسلمة
فقالت السلام عليك يا خليفة الله فقال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقالت
اعلم ان هذه الصبية ذرعت معى جميلا ولا أقدر أن أكافئها عليه فهي أنقذتنى من
الموت وقتلت عدوى ورأيت ما فعله معها أختاها فما رأيت الا أنى أنتقم منهما
فسحرتهما كابتين بعد أن أردت قتاه الفخشيت أن يصعب عليها وان أردت خلاصهما
يا أمير المؤمنين أخلصهما كرامة لك ولها فانى من المسلمين فقال لها خاصيهما و بعد
ذلك نشرع في أمر الصبية المضروبة وتفحص عن حالها فاذا ظهر لي صدقها أخذت ثارها
ممن ظلمها فقالت العفريتة يا أمير المؤمنين أنا أدلك على زوجتى وقد حملتنى
محبتى اياها على أن هيأت نفسى وسافرت ١٥ يوما ليلا ونهارا في الذهاب والاياب وجئت
لها بثلاث تفاحات اشتريتها من خولى البصرة بثلاثة دنانير ثم أنى دخلت وناولتها
اياها فلم تفرح بها بل تركتها في جانبها وكان مرض الحمى قد اشتد بها ولم تزل في
ضعفها الى أن مضى لها عشرة أيام وبعد ذلك عوفيت فخرجت من البيت وذهبت الى دكاني
وجلست في بيعى وشرائي فبينما أنا جالس في وسط النهار واذا بعبد أسود مر على وفى
يده تفاحة يلعب بها فقلت له من أين أخذت هذه التفاحة حتى آخذ منلها فضحك وقال
أخذتها من حبيبتى وأنا كنت غائبا وجئت فوجدتها ضعيفة وعندها ثلاث تفاحات فقالت ان
زوجى الديوث سافر من شأنها الى البصرة فاشتراها بثلاثة دنانير فاخذت منها هذه
التفاحة فلما سمعت كلام العبد يا أمير المؤمنين اسودت الدنيا في وجهى وقفات دكاني
وجئت إلى البيت و نا فاقد العقل من شدة الغيظ فلم أجد التفاحة الثالتة فقات لها
أين الثالثة فقالت لا أدرى ولا أعرف أين ذهبت فتحققت قول العبد وقمت أخذت سكينا
وركبت على صدرها و نحرتها بالسكين وقطعت رأسها واعضائها وحطيتها فى القفة بسرعة.
وغطيتها بالازرار وحطيت عليها شقة بساط وأنزلتها فى الصندوق وقفلته وحماتها
على بغلتي ورميتها في الدجلة بيدى فبالله عليك يا أمير المؤمنين أن تعجل بقتلى
قصاصا لها فاني خائف من مطالبتها يوم القيامة فاني لما رميتها في بحر الدجلة ولم
يعلم بها أحد رجعت الى البيت فوجدت ولدى الكبير يبكي ولم يكن له علم بما فعات في
أمه فقلت له ما يبكيك فقال انى أخذت تفاحة من التفاح الذي عند أمي ونزلت بها الى
الزقاق العب مع اخواني واذا بعبد أسود طويل خطف ا منى وقال لى من أين جاء تك هذه
فقلت له هذه سافر أبى وجاء بها من البصرة من أجل أمى وهى ضعيفة واشترى ثلاث
تفاحات بثلاثة دنانير فاخذها منی وضربنی و راح بها نحفت من أمى أن تضر بنى من شأن
التفاحة فلما سمعت كلام الولد علمت أن العبده و الذي افترى الكلام الكذب على بنت
عمى وتحققت أنها قتات ظلما ثم أني بكيت بكاء شديد او اذا بهذا الشيخ وه وعمى
والده اقد أقبل فاخبرته بما كان مجلس بجانبي و بكى ولم نزل نبكي الى نصف الليل
وأقمنا العزاء خمسة ايام ولم نزل الى هذا اليوم ونحن نتأسف على قتلها فبحرمة
أجدادك أن تعجل بقتلى وتقتص لها مني فاء اسمع الخليفة كلام الشاب تعجب وقال والله
لا أقتل الا العبد الخبيث وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
( وفي ليلة (۲۰) قالت بلغنى أيها الملك السعيد أن الخليفة أقسم أنه لا يقتل الا
العبد لان الشاب معذور ثم أن الخليفة التفت الى جعفر وقال له احضر لى هذا العبد
الخبيث الذي كان سببا في هذه القضية وان لم تحضره فأنت تقتل عوضا عنه فنزل يبكى
ويقول من أين احضره ولا كل مرة تسلم الجرة وليس لي في هذا الامر حيلة والذي سلمني
في الأول يسلمني في الثاني والله ما بقيت اخرج من بيتى ثلاثة أيام والحق سبحانه
يفعل ما يشاء ثم أقام في بيته ثلاثة ايام وفي اليوم الرابع احضر القاضى
وأوصى وودع أولاده وبكى واذا برسول الخليفة أتى اليه وقال له أن أمير المؤمنين في
أشد ما يكون من الغضب وأرسلنى اليك وحاف أنه لا يمر هذا النهار الا وأنت مقتول ان
لم تحضر له العبد الرابع أرسل اليه الخليفة يطلبه فلما عثل بين يديه
قال له أين قاتل الصبية قال جعفر يا أمير المؤمنين هل أنا أعلم الغيب حتى أعرف
قاتلها فاغتاظ الخليفة وأمر بصلبه على باب قصره وامر مناديا ينادى في شوارع بغداد
من أراد الفرجة على صلب جعفر البرمكي وزير الخليفة وصاب أولاد عمه على باب قصر
الخليفة فليخرج ليتفرج فخرجت الناس من جميع الحارات ليتفرجوا على صاب جعفر وصلب
أولا دعمه ولم يعلم و اسب ذلك ثم أمر بنصب الخشب قنصبوه وأوقفوهم تحته لاجل الصلب
وصار و اينتظرون الاذن من الخليفة وصار الخلق يتباكون على جعفر وعلى أولاد عمه
فبينما هم كذلك واذا بشاب حسن .
نقى الاثواب يمشى بين الناس مسرعا الى أن وقف بين يدى الوزير وقال له سلامتك من
هذه الواقفة ياسيد الامراء وكهف الفقراء أنا الذي قتلت القتيلة التي وجدتموها في
الصندوق فاقتانى فيها واقتص لها منى فاما سمع جعفر كلام الشاب وما أبداء من
الخطاب فرح بخلاص نفسه وحزن على الشاب فبينما هم في الكلام واذا بشيخ كبير يفسح
الناس ويمشى بينهم بسرعة الى أن وصل الى جعفر والشاب فسلم عليه اثم قال أيها
الوزير لا تصدق كلام هذا الشاب فانه ما قتل هذه الصبية الا أنا فاقتص لها منى
فقال الشاب أيها الوزير أن هذا شيخ كبير خرفان لا يدرى ما يقول وأنا الذى قتلتها
فاقتص لها منى فقال الشيخ يا ولدى أنت صغير تشتهى الدنيا وأنا كبير شبعت من
الدنيا وأنا أفديك وأفدي الوزير و بني عمه وما قتل الصبية الا أنا فبالله عليك أن
تعجل بالاقتصاص منى فلما نظر الى ذلك الامر تعجب منه وأخذ الشاب والشيخ رطلع
بهما عند الخليفة وقال يا أمير المؤمنين قد حضر قاتل الصبية فقال الخليفة أين هو
فقال ان هذا الشاب يقول انا القاتل وهذا الشيخ يكذبه ويقول لا بل أنا القاتل فنظر
الخليفة إلى الشيخ و الشاب رقال منكما قتل هذه الصبية فقال الشاب ما قتاها الا
أنا وقال الشيخ ماقتلها الا أنا فقال الخليفة الجعفر خذ الاثنين واصلبهما فقال
جعفر اذا كان القاتل واحد افقتل المانى ظلم فقال الشاب و حق من رفع السماء وبسط
الارض الى أنا الذي قتلت الصبية وهذه أمارة قتلها ووصف . ا وجده الخليفة فتحقق
عند الخليفة أن الشاب هو الذى قتل الصبية فتعجب الخليفة وقال. اسباب قتلك هذه
الصبية بغير حق وما سبب اقرارك بالقتل من غير ضرب وقولك اقتص و الهامني فقال
الشاب اعلم يا أمير المؤمنين أن هذه الصبية زوجتي و بنت عمى وهذا الشيخ أ.
بو ها وه و عمى وتزوجت بهارهى بكر فرزقتنى الله منها ثلاثة أولاد ذكو را وكانت
تحبنى وتخدم فى ولم أر عليها : افها كان أول هذا الشهر مرضت مرضا شديدا فاحضرت
لها الاطباء حتى حصات لها العافية فاردت أن أدخلها الحمام فقالت اني أريد
شيئا قبل دخول الحمام لاني أشتهيه فقلت لها وما هو فقالت أنى اشتهى تفاحة
أشمها وأعض منها عضة فطلعت من ساعتى الى المدينة وفتشت على التفاح ولو كانت
الواحدة بدينار فلم أجده فبت تلك الليلة وأنا متفكر فلما أصبح الصباح خرجت من
بيتي و درت على البساتين واحد واحد افلم أجده فيها فصادفنى خولى كبير فسألته عن
التفاح فقال يا ولدى هذا شىء قل أن يوجد لانه معدوم ولا يوجد الا في بستان أمير
المؤمنين الذى فى البصرة وهو عند الخولى يدخره للخليفة فجئت الى لا يصح
فلما سمع على ولدى أما تعلم أننا اخوات ونحن الاثنان وزيران في مقام واحد
وكان الواجب عليك ان تقدم ابنتك لولدى هدية من غير مهر فانك تعلم ان الذكر أفضل
من الانثى وولدى ذكر ونذكر به خلاف ابنتك فقال ومالها قال لا نذكر بها بين
الامراء ولكن أنت تريد أن تفعل عي على رأي الذى قال أن أردت تطرده فاجعل الثمن
غاليا وقيل ان بعض الناس قدم على بعض أصحابه فقصده في حاجة فعلى عليه الثمن فقال
له شمس الدين اراك قد قصرت لانك تعمل ابنك أفضل من بنتي ولا شك انك ناقص عقل وليس
لك اخلاق حيث تذكر شركة الوزارة .
وانام أدخلتك معى فى الوزارة الاشفقة عليك ولأجل ان تساعدنى وتكون لى معينا ولكن
قل ماشئت وحيث صدر منك هذا القول والله لا ازوج بنتي لولدك و لو وزنت تقله اذهبا
فلما سمع نور الدين كلام أخيه اغتاظ وقال وانا لا ازوج ابني ابنتك فقال شمس الدين
انا لا أرضاه لها بعلا ولولا انني أريد السفر لكنت عملت معك العبر ولكن لما أرجع
من السفر يعمل الله ما يريد فلما سمع نورالدين من أخيه ذلك الكلام امتلأ غيظا
وغاب عن الدنيا وكتم ما به وبات كل واحد فى ناحية فلما أصبح الصباح برز السلطان
للسفر وعدى الى الجزيرة وقصد الاهرام وصحبته الوزير شمس الدين واما أخوه نور
الدين فبات في تلك الليلة في أشد ما يكون من الغيظ فلما أصبح الصباح قام
وصلى الصبح وعمد الى خزانته واخذ منها خرجا صغير او ملاه ذهبا وتذكر قول أخيه
واحتقاره اياه وافتخاره فانشد هذه الابيات .
سافر تجد عوضا عمن تفارقه وانصب فان لذيذ العيش في النصب ما في المقام لذى لب وذى
أدب معزة فاترك الاوطان وأغترب اني رأيت وقوف الماء يفسده فإن جرى طلاب أولم يجر
لم يطب والبدر لولا أقول منه ما نظرت اليه فى كل حين عين مرتقب والاسد اولا فراق
الغاب . ا قنصت والسهم لو لا فراق القوس لم يصب والتبر كالترب ملقى فى أماكنه
والعود في أرضة نوع من الحطب فان تغرب هذا عز مطلبه وان اقام فلا
يعلوا الى رتب.
فلما فرغ من شعره أمر بعض غلمانه أن يشدله بغلة زرزورية غالية سريعة المشى فشدها
و وضع عليها سر جا مذهبا بركابات هندية وعبا آت من القطيفة الاصفهانية فسارت
كانها عروس مجلية وامر أن يجعل عليها بساط حرير وسعاده وان يوضع الخرج من تحت
السجادة ثم قال للغلام والعبيد قصدى أن أتفرج خارج المدينة وأروح نواحى القليوبية
وأبيت ثلاث ليال فلا يتبعنى منكم أحد فان عندى ضيق صدر ثم أسرع و ركب البغلة وأخذ
معه شيئا قليلا من الزاد وخرج من مصر واستقبل البر فما جاء عليه الظهر حتى دخل
مدينة بلبيس فنزل عن بغلته واستراح وأراح البغلة وأكل شيئا وأخذ من بلبيس ما
يحتاج اليه وما يعلق به على بغلته ثم استقبل البر فما جاء عليه الظهر بعد يومين
حتى دخل مدينة القدس فنزل عن بغلته واستراح وأراح بغلته وأخرج شيئا أكله فل
اسمع جعفر هذا الكلام بكى و بكت أولاده فلما فرغ من التوديع تقدم الى بنته
الصغيرة ليودعها وكان يحبها أكثر من أولاده جميعا فضمها الى صدره وبكى على فراقها
فوجد في جيبها شيء مكيبا فقال لهام لذى في جيبك فقالت له ي أبت تفاحة .
جاء بها عبد ناريحان ولها. هي أربعة أيام وما أعطاها لى حتى أخذ مني دينارين فلما
سمع جعفر بذكر العبد والتفاحة فرح وقال يا قريب الفرج ثم أنه امر باحضار العبد
فحضر فقال له من أين هذه التفاحة فقال ياسيدى من مدة خمسة أيام كنت ماشيا فدخلت
في بعض أزقة المدينة فنظرت صفارا يلعبون ومع واحد منهم هذه التفاحة فخطفتها منه
وضربته فبكى و قال هذه الامى وهى مريضة واشتهت على أبي تفاحا فسافر الى البصرة
وجاء لها بثلاث تفاحات بثلاث دنانير فاخذت هذه العب بها ثم بكى فلم التفت اليه
وأخذتها وجئت بها الى هنا فاخذتها سيدتي الصغيرة بدنارين فلما سمع جعفر هذه القصة
تعجب لكون الفتنة وقتل الصبية من عبده وأمر بسجن العبد و فرح بخلاص نفسه ثم أنشد
هذين البيتين.
ومن كانت ذريته بعبد فيا للناس تجعله فداها فانك واحد خدما كثيرا وتفك لم تجد
نفسا سواها .
ثم أنه قبض على العبد وطلع به إلى الخليفة فاء وأن تؤرخ هذه الحكايه وتجمل سيرا
بين الناس فقال له جعف و لا تعجب يا أمير المؤمنين من هذ دانقصة فماهى باعجب من
حديث انو زیر نور الدين مع شمس الدين أخيه فقال الخلمينة وأى حكاية أعجب من هذه
الحكاية فقال جعفر يا أمير المؤمنين لا أحدثك الا بشرط أن تعتق عبدي من اقتل فقال
قد وهبت لك دمه .
حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه