ليلة سقوط العمارة بقلم محمد شعبان 

العمارة اللي في نص شارعنا شكلها حلو اوي، هي عمارة من سبع أدوار وبيسكنها سبع اخوات (ولاد الحاج عربي)، كل اخ بيسكن في دور.. في الدور الأول ساكن الأخ الصغير (غازي)، وفي الدور اللي فوقه ساكن الاخ الكبير (نيل)، وفي الدور اللي فوق نيل ساكن الاخ الوسطاني (الشيخ)، وفي الدور اللي فوق الشيخ ساكن الاخ (تَمام).. اما فوق تَمام فساكن الأخ (ابو نهرين)، وفي الدور اللي فوقه ساكن الاخ (شامي)، وفي اخر دور ساكن الاخ (مَغربي)...

دول سكان العمارة، اما العمارة نفسها بقى، فهي زي ما قولتلكوا؛ حلوة اوي، مليانة أنوار وتملي عمرانة بالخير.. بس من فترة كبيرة جه واحد من بلطجية الحارة اسمه (ساري)، وده أصغر بلطجي فيهم.. ساري قرر انه بين يوم وليلة ياخد شقة في العمارة، عافية، ولأن غازي هو اصغر واضعف واحد في الاخوات، طلع ساري عليه وضربه هو وقرايبه، وبكل غتاتة وبجاحة قعد مع غازي في الشقة، بل وكمان خلى غازي ينام في المطبخ ويعيش عيشة صعبة اوي، ولما اخو غازي اللي ساكن فوقه، واللي اسمه (نيل) قرر انه يساعد غازي ويضرب ساري وصحابه، راح ساري وجاب كبير البلطجية (عم سامي)، وده جاب رجالته وضربوا نيل، لكن نيل قدر يقف في وشهم هو وولاده وطردوهم، ولما ساري حاول ياخد الصالة بتاعت شقة نيل.

 نيل وعياله برضه مسكوا ساري وضربوه ونزلوه على السلم قفاه يقمر عيش.. لكن تفتكر ساري هيسكت؟!.. ساري قعد في شقته اللي هي اصلًا مش شقته، وفضل يفكر ازاي ياخد بقية العمارة، بس ساري ماقعدش يفكر لوحده، ده قعد مع عم سامي وبقية رجالته البلطجية عشان يلاقوا طريقة يقدروا بيها انهم ياخدوا العمارة او عالأقل يخربوها، وكانت الخطة كالأتي.. غازي كده كده ضعيف وصغير، كل ما يفتح بوقه ويقول عاوز بقية حقي في الشقة، نضربه.. اما نيل، فاحنا هنقوله مالكش دعوة بينا ولا لينا دعوة بيك، خليك في حالك واحنا في حالنا، يعني نكفيه شرنا واحنا نكفي نفسنا قوته وجبروته هو وعياله.. طب والشيخ؟!.. الشيخ راجل تاجر، بيتاجر في الزيوت، هنشتغل معاه في التجارة وهنديله فلوس، فلوس كتير اوي، هنخليه يجدد شقته وكل يوم يعمل فيها حفلة، هنِشغله ومش هنخليه مهتم حتى انه يبص لباقي اخواته.. يعني من الاخر كده هنخليه مش مهتم بأي حاجة غير شكله وتجارته والاكل والحفلات وبس.. اما بقى تَمام؛ فده شقته صغيرة، لكن عم سامي واللي معاه قالوا احنا هنحتاجها عشان هنشيل عنده الاسلحة بتاعتنا.

وكمان هنشغله معانا في التجارة وهنخليه راجل ملو هدومه.. اما ابو نهرين بقى، فده هندخل شقته عافية وهنضربه عشان يتعلم الأدب ويبطل يلقح علينا كل شوية، هنحول شقته من شقة فخمة وليها كبير، لشقة عادية، حتى ولاده هنخليهم مشغولين بلقمة عيشهم وبالخراب اللي حصلهم بعد ما اتضربوا هو وابوهم.. اما بقى شامي؛ فده كده كده هنقوم عياله على بعض وهنخليهم هم اللي يكسروا شقتهم بنفسهم، وساعتها لا هيبقى فاضي لنا ولا فاضي حتى انه يفكر في بقية اخواته.. اما مَغربي، فده ورغم انه بعيد، الا اننا هنلهيه برضه بالتجارة او بماتشات الكورة اللي بيحب ينظمها في الأرض.

 بتاعته اللي ورا العمارة وهنخليه مايفضاش يبص حتى على بقية اخواته اللي متبهدلين تحته، هنخليه مش شايف غير شغله ومصالحه وبس.. وفعلًا مشيت الخطة، وساري لسه قاعد في شقة غازي، وعم سامي وبقية البلطجية اللي معاه لسه بيبرطعوا في العمارة.. كل همهم انها تخوخ وعمدانها الخرسانية تتاكل لحد ما تقع.. اه ماتستغربش، هم مايهمهمش ساري صاحبهم اصلًا حتى لو العمارة اتطربقت فوق دماغه هو كمان، هم اساسًا زارعينه في العمارة عشان الاخوات ينشغلوا بيه وعشان يبقى لهم حجة دخول وخروج من والى العمارة.. والسؤال هنا.. امتى هتيجي ليلة سقوط العمارة؟!.. ولااا.. ولا تفتكر ان الستة هيتحدوا من تاني زي ما كانوا زمان، وهينزلوا على ساري وعم سامي واللي معاهم ويضربوهم علقة موت ويطردوهم من العمارة؟!!!